Monday, March 12, 2007

الإساءات الجنسية

المحاضرة الرابعة

الإساءات الجنسية

تعريف الإساءة الجنسية


الانتهاك الجنسي للطفل/الطفلة هو تصرف جنسي يتم فرضه على طفل غير ناضج وجدانياً وبدنياً وذهنياً، لتحقيق لذة أو إثارة جنسية لشخص بالغ باستخدام قوة أو سلطة هذا الشخص. هذه السلطة أو القوة تمكن المعتدي بشكل مباشر أو غير مباشر من إجبار الطفل/الطفلة على الإذعان لمطالبه الجنسية. ليس بالضرورة أن يكون الدافع جنسي بحت بل في الأغلب يتعلق بممارسة للسيطرة والاستخدام. تنقسم الإساءة الجنسية إلى قسمين كبيرين: الأول هو ما يتضمن تلامس جسدي، والقسم الثاني لا يتضمن تلامس جسدي وإنما من خلال فرض أو السماح للأطفال بمشاهدة مشاهد جنسية قبل أن يصلوا لسن الثامنة عشر.

لم تكن تدري إحدى السيدات أن علاقتها السيئة بجسدها وخجلها الشديد منه، بالإضافة إلى موقفها السلبي الشديد من الجنس الآخر، كانت أمور ناتجة من تعرضها للإساءة الجنسية، فهي لا تذكر مطلقاً أن أحداً مارس معها أي تلامس جنسي في أي مرحلة من عمرها. لكنها كانت تذكر جيداً كيف أنها وهي طفلة، كانت ترى والدها يمارس العادة السرّية في أماكن ظاهرة من المنزل، لكنها لم تعتبر هذه إساءة جنسية!

حتى عندما يبادر الطفل بالتفاعل الجنسي مع شخص بالغ أو مع شخص أكبر منه، فإن استجاب البالغ للطلبات الجنسية للطفل، فإن هذا البالغ يكون هو المتحرش جنسياً بالطفل، لكونه وافق على حدوث مثل هذا التفاعل الجنسي، بينما كان المنتظر منه أن يرفض ويوجه الطفل ألا يفعل ذلك.

كانت مفاجئة لذلك الرجل الذي يمر بأزمة منتصف العمر أن يدرك أن الإدمان الجنسي الشديد الذي يعاني منه، له علاقة بما كان يفعله مع جليسة الأطفال في عمر الخامسة. كما أنه لم يدر بخلده أن هذا يعتبر إعتداء جنسي عليه. خصوصاً لأنه كان يريد ذلك ويستمتع به.

نسبة حدوث الإساءات الجنسية

نسبة الفتيات اللاتي يتعرضن للإساءات الجنسية في العالم كله تدور حول 20- 30 % بالنسبة للبنات و10- 20% بالنسبة للأولاد. وتشير الكثير من الأبحاث إلى أن 80% من حالات الاعتداء الجنسي على الأطفال يحدث داخل البيت، ومن جانب أقارب وأصدقاء و أشخاص معروفون لدى الأطفال و ربما أيضاً محبوبون منهم.

بصفة خاصة يشكل زنا المحارم incest (أي استخدام الأطفال جنسياً من جانب الأهل) مأساة نفسية كبيرة، بسبب صدمة فقدان الثقة واختلاط المشاعر والشعور بالاغتراب عن الأسرة وما يتسبب عن ذلك من آثار نفسية بعيدة المدى.

سألتني إحداهن في تعجب واستنكار: "ما معنى الأخوة؟! ما هو إحساس المرء أن يكون له أخ؟" السبب وراء هذا التساؤل الاستنكاري، هو أن هذه السيدة تعرضت للاعتداء الجنسي المستمر من جانب أخوانها الثلاثة بانتظام منذ أن وصلت لسن البلوغ حتى أنها في إحدى المرات حبلت وأجهضت نفسها في سن الخامسة عشر تقريباً! لم يكن هؤلاء الثلاثة بأي حال إخوة لها بل أزواج!

من هم المعتدون عادة؟

الأب، زوج الأم

الإخوة

أفراد من الأسرة الممتدة (الأخوال والأعمام والجدود).

من الصعب التعرف على المعتدين جنسياً لأنهم في أغلب الأحيان لا يبدو عليهم أي شيء غريب من الظاهر. ربما يكون الشخص المعتدي سوياً في جوانب عديدة من حياته، وعلاقاته وعمله، وربما يشغل منصباً مرموقاً وربما يكون في وظيفة مفترض فيها تقديم الرعاية للأطفال، بينما هي/هو في نفس الوقت يعاني من اضطراب نفسي أو جنسي خاص يدفعه لمثل هذا السلوك.

السن

غالباً ما يحدث الاعتداء الجنسي على الأطفال في سن 8- 12 في صورة مداعبات ويصل إلى الجنس الكامل بعد الوصول إلى البلوغ.

ما هي الأسر المعرضة لحدوث ذلك؟

1. الأسر التي تعرض فيها الآباء والأمهات أنفسهم للاعتداء الجنسي.

2. الأسر التي يعاني أفرادها من جوع عاطفي وجنسي.

3. الأسر التي بها تعاطي للخمور المخدرات.

4. الأسر المعزولة اجتماعياً، والتي لا تتعرض لنماذج مختلفة أكثر صحة، ولا تحصل على محاسبة من سلطة أعلى سواء كانت الأسرة الممتدة أو سلطات مجتمعية أو دينية(غياب الضبط الاجتماعي).

5. الأسر التي تعاني من الفقر والبطالة.

6. حالة الأم (الاكتئاب، العنف، الإهمال، الشخصية السلبية الاعتمادية وربما الماسوكية وذلك لكون الأم عنصراً أساسياً في حماية الأبناء والبنات من الإساءات.


التبليغ عن الانتهاك

!من داخل الأسرة 2%

fمن خارج الأسرة 6%

اغتصاب الكبار 17%

التحرش الجنسي ؟ % (منتشر لدرجة عدم القدرة على حصره).

من هم المعتدون؟

الرجال البالغون 50%

النساء البالغات 5- 20 30 %

الأطفال والمراهقون 30 % وربما أكثر

مكان الانتهاك

80% من الاعتداءات تحدث في المنزل

سن تعرض الأطفال للانتهاك

33% تحت سن 6 سنوات

3% 6- 12 سنة

33% 12- 18 سنة

الإدعات التي تؤدي إلى إدانات

97% من كل 100 إدعاء لا تؤدي إلى إدانة حقيقية، وذلك لغياب الأدلة في أغلب الحالات، لهذا السبب ليس من المفيد اللجوء للقضاء.

المواد الإباحية وانتهاك الأطفال

في دراسة مسحية بالسويد عن الشباب الذين يشاهدون المواد الجنسية الإباحية، تمت دراسة حالة 496 مراهق شاهدوا مواد جنسية شديدة (عنيفة، مع حيوانات، مع الأطفال). 97% من الأولاد و76% من البنات شاهدوا هذه المواد و10% من الأولاد شاهدوها يومياً. عندما وجه إليهم سؤال: "ما هو تأثير هذه المشاهدات عليك؟" 30% من البنات و59% من الأولاد قالوا: " لقد حصلنا من خلال هذه المواد على أفكار من خلالها يمكننا أن نجرب ما شاهدناه." كما أن 25 % من البنات و48% من الأولاد، قالوا أنهم مارسوا بالفعل ما شاهدوه!

وفي دراسة أخرى من الولايات المتحدة، تم القبض على 1082 شخص بسبب حيازتهم لصور جنسية لأطفال، ووُُجِد أن 390 منهم قاموا بالفعل بالاعتداء على الأطفال!


هل يعتبر ختان البنات إساءة جنسية؟

بالتأكيد يعتبر ختان البنات إساءة جسدية ونفسية، خصوصاً إذا تم بطريقة بها صدمة نفسية وخيانة للثقة والأمان. فقدت روت لي أكثر من ضحية، سيناريوهات متشابهة لحدوث اتفاق سري بين الأم وبعض السيدات المتخصصات في ذلك الأمر، وربما رجال أيضاً. وبناء على هذا الاتفاق تهجم هذه "الكتيبة" المتّشحة بالسواد فجأة على الأسرة وتمسك بالبنات وتقييدهم وتفتح أرجلهم عنوة وتجري هذه العملية لهن. في أغلب الأحيان تقف الأم في خلفية المشهد صامتة وسلبية، وربما باكية منتحبة من شدة التأثر. بالطبع هذه الخبرة ترسخ إحساس عميق بالغدر والخيانة وعدم الأمان تجاه الأم وربما تجاه الدنيا كلها بعد ذلك!

أما من ناحية الإساءة الجنسية، فأعتقد أن ختان الإناث يعد أيضاً إساءة جنسية لأنه كشف وتلامس مع الأعضاء الجنسية للأطفال من قِبل أغراب، بالإضافة إلى أنه عمل يؤثر على علاقة الطفلة بجسدها وبالجنس عموماً بعد ذلك. بالإضافة إلى أنه في بعض الأحيان يولد لدى الفتاة إحساساً بالخزي والعار من جسدها وجنسها. ربما لا يوجد، في حالة الختان، عنصر الاستخدام من جانب شخص آخر للحصول على لذة جنسية، لكنه يؤدي في كثير من الحالات لنفس النتائج على المستوى النفسي والجنسي.

في أكثر من حالها قمت بعلاجها، أدى الختان إلى شعور عميق بالقذارة الجنسية لدى من تعرضن للختان وبالذات بصورة عنيفة. أكثر من مريضة قالت لي أنها تشعر في أعماق نفسها بأنها عاهرة بالرغم من أنها لم تمارس الجنس مطلقاً، حتى مع زوجها!


تأُثيرالاعتداء الجنسي على الأطفال

التأثير النفسي للاعتداء الجنسي

أولاً: الآثار النفسية المبدئية

الإنكار

الإنكار هو التجاهل التام لما حدث، لدرجة نسيانه تماماً واعتباره حلماً أو خيالاً. هناك أيضاً كبت الذاكرة أو التقليل منها أو من تأُثيرها

فصل الوعي

الطفلة التي تتعرض بصورة مستمرة للانتهاك تقوم لا شعورياً بفصل وعيها بما يحدث. وكأن الأمر يحدث لشخص آخر. نحن نشعر بما يحدث في أجسادنا من خلال أن كل جزء من أجسادنا له "تمثيل" في المخ الذي يعمل بمثابة "لوحة توزيع الكهرباء". لذلك فإن المخ البشري يستطيع في حالة الألم النفسي الشديد، أن يقوم بما يشبه فصل جزء من جسده أو جسده كله عن وعيه من خلال غلق بعض أو كل مفاتيح لوحة التوزيع مركزياً. هذا يجعل من يتعرض للانتهاك يشعر بالانفصال عن جسده أو ربما عن حياته كلها، وقد يعيش حياة أخرى خيالية. المبالغة في هذا الأسلوب قد تؤدي إلى اضطرابات في الشخصية قد تصل إلى ازدواج الشخصية (الحياة بشخصيتين). أيضاً هذا الانشقاق في الوعي قد يؤثر على قدرة الفتاة على التركيز وبالتالي على مستوى أدائها العقلي والدراسي.

الخوف والأحلام المزعجة

تستمر هذه المخاوف والأحلام المزعجة لبضعة أسابيع بعد حدوث الاعتداء، وقد تتم إعادة تذكر الحدث في شكل صور من الماضي تقفز بصورة فجائية في الوعي الحاضر (فلاش باك) وهذه قد تستمر لسنوات طويلة بعد الحدث.

ثانياً: الآثار النفسية طويلة المدى

1. الاكتئاب المزمن وفقدان الحماس للحياة.

2. الشعور باليأس والعجز وربما احتقار وكراهية النفس. أو كراهية الآخرين والرغبة في الانتقام من كل الرجال أو المجتمع كله!

3. الشك وعدم الثقة في الآخرين وصعوبة عمل علاقات وبالذات الحميمة منها مثل الزواج. كثير من الصعوبات في الزواج ترجع إلى جروح قديمة في الماضي، وبالذات ما هو جنسي منها.

4. القلق بأنواعه المختلفة مثل الرهاب (الفوبيا) أي الخوف من أماكن أو أشياء معينة.

5. الإحساس بالعار والخجل مما يؤدي إلى الانعزال عن الناس وتزايد الأعراض والاضطرابات النفسية.

6. كما ذكرنا سابقاً، قد يؤدي الإفراط في استخدام دفاعات نفسية مثل إنشقاق الوعي أو الإنكار إلى حدوث اضطرابات في الشخصية. على سبيل المثال الشخصية الهستيرية أو التجنبية أو البينية وغير ذلك.


التأُثير السلوكي للاعتداء الجنسي

1. رد فعل مبالغ فيه تجاه الفزع في صورة رجفة أو صراخ أو شلل عند الإحساس بلمس من شخص آخر.

2. التصرف بدون كياسة. الاصطدام بالأثاث والناس بسبب الوعي الضعيف بالجسد.

3. اختلاف في مستوى الأداء الدراسي والوظيفي. ربما التقصير والإهمال من ناحية أو ربما المبالغة في المسئولية لدرجة إدمان العمل من ناحية أخرى.

4. التدهور الأخلاقي: الكذب. السرقة. الإهمال والتهرب من الواجبات. الهروب من المدرسة

5. كراهية الدين أو ربما التدين الزائد.

6. القيام بالدور الوالدي أو المبالغة في تحمل المسئولية.

7. الميل للتصرف بطريقة طفولية والرغبة في اقتناء لعب الأطفال، ربما يحدث العكس ويكون هناك نفور من كل ما هو متعلق بالأطفال.

8. تعذيب وتشويه النفس. التعرض للعنف وبالأخص في الطفولة يسهل على الفتاة أن تعتدي هي بنفسها على نفسها، وتستخدم جسدها للتنفيس عن الحزن و"الخنقة" كأن تجرح نفسها بموسى أو مشرط في الأماكن غير الظاهرة.

9. محاولات متكررة للانتحار. وذلك نتيجة للإصابة بالاكتئاب النفسي حيث أن حوالي 15% من المصابين بالاكتئاب يحاولون الانتحار.

10. تعاطي المخدرات للهروب من الألم. ربما تستخدم الخمور والمخدرات كنوع من الانفصال الكيميائي عن المشاعر.

11. السلبية والاعتمادية. الاعتداء الجنسي من الطفولة يجعل الفتاة تشعر بالعجز وعدم القدرة على حماية نفسها أو توكيد حقوقها، هذا قد يؤدي للدخول في علاقات تؤدي إلى مزيد من الاستغلال والإساءات.

12. الصمت والتجاهل. بسبب التعرض للانتهاك في الطفولة، لا تتحدث الكثير من الأمهات عن هذا الموضوع مع أطفالها وبالتالي تقصر في توعيتهم وتعليمهم حماية أنفسهم/أنفسهن. وهذا يفسر كيف أن نسب حدوث الاعتداء أكبر في الأسر التي تعرض فيها الأب أو الأم هم أنفسهم للانتهاك في الطفولة، ولم يتعاملوا معه ويشفوا منه. (على العكس ربما تخاف أكثر من اللازم وتبالغ في تخويفهم).

13. اضطرابات الأكل. يؤدي الاعتداء الجنسي لاضطراب في علاقة الفتاة بجسدها، ويستبب ذلك أحياناً في مرض فقدان الشهية العصابي (الامتناع عن الأكل حتى فقدان نسبة كبيرة من الوزن لدرجة تعرض المريضة للمرض الجسدي الشديد أو الوفاة) أو الشراهة العصابية (الإفراط في الأكل ثم التخلص من الطعام بالتقيؤ أو بأي صورة أخرى أو نوبات متتالية من الإفراط في الأكل ثم الامتناع عنه). قالت لي أحد المصابات بداء فقدان الشهية العصابي، أنها تود أن تتوقف عن الأكل حتى يختفي جسدها تماما!

التأثير على السلوك الجنسي

الإباحية الجنسية

بسبب الارتباط بين الحب والجنس أو بسبب اعتقاد الفتاة منذ طفولتها أنها أداة جنسية لإمتاع الآخرين، قد يؤدي الانتهاك الجنسي إلى الإباحية الجنسية التي بدورها ربما تؤدي للإصابة بإدمان الجنس، ثم التدهور الاجتماعي التدريجي حتى الوصول إلى ممارسة الجنس التجاري (الدعارة).

النفور من الجنس

على الجانب الآخر قد يؤدي الاعتداء الجنسي إلى النفور التام من الجنس وصعوبة إقامة علاقة جنسية في الزواج.

الشذوذ الجنسي

وهذا لا يعني الإنجذاب لنفس الجنس (المثلية) وإنما يعني ممارسة الجنس بطرق غير طبيعية مثل الإصابة بالماسوكية الجنسية (التلذذ بالألم والإهانة في الجنس) أو السادية الجنسية، مما يجعل بعض ممن تعرضوا للاعتداء الجنسي يعتدون هم أيضاً على آخرين!

الجنسية المثلية "الميل لنفس الجنس"

بعض ضحايا الاعتداء الجنسي من الإناث يرفضون جنسهم كإناث، وكأن ارتباطاً ما يحدث بين الاعتداء الجنسي وبين الدور الأنثوي في الجنس، قد يؤدي ذلك في بعض الأحيان إلى رفض الجنس الغيري (مع الرجال) ونشوء الجنسية المثلية، وربما يؤدي ذلك إلى الرغبة في تغيير الجنس تماماً من خلال عمليات جراحية وتعاطي هورمونات. أما بالنسبة للذكور، في أغلب الأحيان يؤدي الاعتداء الجنسي إلى الربط بين الممارسة الجنسية وبين احتياج الولد للحب والقبول من أبناء جنسه، وهكذا ينشأ الميل الجنسي المثلي.


التأثير الجسدي للانتهاك الجنسي

مشاكل في المعدة

آلام مبرحة مصاحبة للدورة الشهرية

هياج في الجلد

شد عضلي

صداع نصفي

ارتفاع في ضغط الدم

عدم المرونة في المفاصل (خاصة مفصل الفخذ)

طنين في الأذن

بالطبع ليست هذه الأعراض بمفردها دليلاً على حدوث الانتهاك الجنسي، لكن الانتهاك الجنسي يمكن أن يكون السبب الغامض في بعض الأعراض الجسدية التي ليس لها تفسير، خصوصاً إذا صاحبتها أعراض الانتهاك الأخرى النفسية والجنسية والسلوكية.


التأُثير الروحي للانتهاك الجنسي

الخوف من الله- هل هو معتدٍ؟ هل سيعاقبني؟ هل هو غاضب من الأشخاص الذين خاضوا هذه الخبرة؟

الشعور بالذنب والخزي والعار، مشكلات في الغفران، مشكلات في التعامل مع الأب والأم (صلة الرحم/ إكرام الوالدين).


خرافات عن الانتهاك الجنسي

1. الانتهاك الجنسي للأطفال ليس منشراً كما يقولون. الحقيقة هو أنه منتشر ربما أكثر مما تشير الإحصائيات، لأن الإحصائيات تسجل من استطاعوا الكلام ومن يدركون ما حدث لهم. الخوف والشعور بالخزي والإنكار غير الواعي يجعل كثيرون وكثيرات لا يتكلمن وهذا بالطبع يؤثر في الإحصائيات.

2. البنات فقط هم الذين يتعرضون للانتهاك الجنسي، البعض يعتقدون العكس. ولكن الحقيقة أن كل من البنات والأولاد يتعرضون للانتهاك الجنسي.

3. انتهاك الأطفال جنسياً يحدث فقط في بعض المجتمعات أو الثقافات أو الطبقات الاجتماعية. الحقيقة هي أن الاعتداء الجنسي يحدث في كل الطبقات الاجتماعية مهما كانت الحالة الاقتصادية أو مستويات التعليم والثقافة.

4. انتهاك الأطفال جنسياً يحدث فقط في الأسرة المضطربة (المريضة). بالطبع يحدث الانتهاك أكثر في الأسر المضطربة، لكن ربما يكون الاعتداء على الأطفال هو الاضطراب الوحيد الذي تعاني منه الأسرة!

5. طفلي ليس في خطر التعرض للانتهاك الجنسي. بالطبع هذا نوع من الإنكار. لا يمكن منع حدوث أو محاولة حدوث الاعتداء الجنسي، لكننا يجب أن نعلم أطفالنا كيف يتصرفون عندما يحدث ذلك.

6. الانتهاك الجنسي للأطفال يتزايد. هذا ليس حقيقي وإنما الوعي به ومواجهته هي التي تزداد.

7. الأغراب هم من ينتهكون الأطفال جنسياً. الحقيقية هي أن حوالي 80 % من الاعتداءات تحدث داخل البيت من جانب شخص يعرفه الأطفال ويطمأنون إليه.

8. منتهكو الأطفال وحوش وأشخاص غير طبيعيين. ليس بالضرورة، في كثير من الأحيان يكون المعتدي شخص سوي في كل نواحي حياته فيما عدا هذه الناحية المريضة.

9. يمكن بسهولة التعرف على منتهكوا الأطفال. لا يمكن ذلك، لذلك فإن صمام الأمان هو في يد الأطفال أن يحموا أنفسهم عندما يحاول أحد الإساءة إليهم.

10. من ينتهك الأطفال جنسياً هو إما مجنون أو شرير أو مكتئب. ليس بالضرورة، أيضاً الاعتمادي والمُحبط أو مدمن الجنس، أو المصاب بشذوذ جنسي، وغير ذلك.

11. كل منتهكي الأطفال قد تعرضوا هم أنفسهم للانتهاك في طفولتهم. ليس بالضرورة.

12. الرجال المثليين هم فقط الذين ينتهكون الأطفال. ليس صحيحاً فهذا الأمر ليست له علاقة ثابتة بالجنسية المثلية.

13. النساء لا ينتهكون الأطفال جنسياً. غير صحيح فهناك نسبة من النساء ينتهكون الأطفال جنسياً (على سبيل المثال الخادمات وجليسات الأطفال ومعلمات الحضانة).

14. تسجيل مركتبي الجرائم الجنسية في البوليس يكفي لحماية المجتمع. سبق وأشرنا أن أغلب الاعتداءات تحدث داخل البيت.

15. التعرف على منتهكي الأطفال جنسياً وتعريضهم للخزي والعار يكفي لحماية أطفالنا. ليس بالضرورة، فإن كان المعتدي مدمناً لهذا السلوك، فلن يتوقف عنه إلا إذا خضع لعلاج طويل المدى.

16. الانتهاك الجنسي دائماً ما يشتمل على عنف جسدي. ليس صحيحاً، فنسبة غير قليلة من الانتهاك الجنسي تتم بلطف وفي إطار من الحنان والرعاية، لكنها لا تزال تؤذي الطفل من كافة الأوجه.

17. الانتهاك الجنسي لا يسبب لذة مطلقاً عند الطفل. في بعض الأحيان يؤدي الانتهاك إلى بعض اللذة، خصوصاً إن لم يكن قد تم بعنف. وهذا يزيد من شعور الطفل بالخزي والعار لأنه يعتبر نفسه مسئولاً عما حدث.

18. إذا كان الطفل موافقاً/موافقة فإن هذا لا يُسمى انتهاكاً. عندما يتم أي تفاعل جنسي بين طفل وبالغ، حتى وإن كان الطفل موافقاً، بل وإن كان الطفل هو البادئ. من واجب البالغ أن يمنع الطفل من ممارسة هذا السلوك، لذلك فمجرد رضاء البالغ يعتبر اعتداءاً من جانبه على الطفل.

19. مشاهدة صور الأطفال الجنسية مثل مشاهدة صور الكبار وهي غير ضارة. هناك دراسات كثيرة تشير إلى خطورة مشاهدة المواد الجنسية على الانترنت وعلاقة ذلك بتزايد نسب حدوث الاعتداء الجنسي.

20. الأطفال قبل سن الحضانة غير معرضين للانتهاك الجنسي. تم تسجيل حالات اعتداء على الأطفال حتى في سن يصل إلى ثلاث شهور!

21. الأطفال جنسيون ويثيرون الاهتمام الجنسي. هذا ليس صحيح، فالأطفال لا يحبون الجنس ولا يفهمونه، بل ويخافون منه.

22. الأطفال لديهم خيال خصب ويتخيلون أشياء لم تحدث من ضمنها قصص الانتهاك الجنسي. صحيح أن للأطفال خيال خصب، ولكن لا يوجد ما يفسر جنوح خيالهم إلى هذا الموضوع بالذات إلا حدوثه بالفعل.

23. الأطفال يكذبون ويدعون أنه قد اعتدي عليهم. الأطفال، أو أي إنسان لا يكذب إلا إذا كان سوف يحصل على نفع من وراء كذبه.

24. الانتهاك الجنسي لا يسبب ضرر أو ربما يسبب ضرراً خفيفاً للأطفال. غير صحيح فأضرار الانتهاك الجنسي النفسية والجسدية والسلوكية والروحية عديدة.

25. الأطفال الذين يتعرضون للانتهاك الجنسي يعلمون أن هذا خطأ ويستطيعون أن يبلغوا عنه. في كثير من الأحيان يختلط الأمر عليهم، خصوصاً في حالات الانتهاك غير المصاحبة بعنف، وفي مرات أخرى يكونون خاضعين تحت تهديد وتخويف المعتدين.

26. يجب أن يكون الوالدين أو الكبار عموماً قادرين على تمييز حدوث الانتهاك الجنسي للأطفال. في كثير من الأحيان لا يمكن تمييز حدوث ذلك، لهذا فإن الوقاية دائماً خير من العلاج.

27. الولع الجنسي بالأطفال داء لا يمكن شفاءه. هو داء شفاؤه صعب ولكنه ليس مستحيلاً.

28. من حق الرجال أن يحصلوا على إشباع لرغباتهم الجنسية بالطريقة التي يختارونها. هذه فكرة خاطئة تماماً، تروجها المجتمعات الرجالية التي تميل لقهر النساء.

29. العاملون بمجال حماية الأطفال يشجعون الأطفال أن يخترعوا قصصاً وهمية عن الانتهاك الجنسي. بالطبع لا يجب على المشيرين أو العاملين بمجال حماية الأطفال الضغط على الاطفال أن يتذكروا ما لا يتذكروه، ولكن في الأغلبية الساحقة، لا تكون القصص وهمية. غالباً ما يستخدم المحامون المدافعون عن المعتدين هذه الخرافة لحماية موكليهم.

30. يجب أن نتجنب أن نتكلم مع الأطفال عن الانتهاك الجنسي لئلا نخيفهم. على العكس، الكلام مع الأطفال بطريقة سليمة ومتزنة، يعد أفضل الطرق للوقاية من الانتهاك الجنسي.

31. تقوم وسائل الإعلان وتجارة الموضة بجعل الأطفال مادة للإثارة الجنسية وهذا يجعلهم معرضين للانتهاك. هذا أيضاً نوع من التبرير لجريمة الاعتداء الجنسي.


وقاية الأطفال من التعرض للانتهاك الجنسي

هناك عدة مبادئ لوقاية الأطفال من الاعتداء الجنسي:

أولاً: الوقاية الأولية (أي منع حدوث الانتهاك الجنسي)

1. العلاقة الأسرية الجيدة والزواج الصحي هو خط الدفاع الأول ضد الانتهاك الجنسي للأطفال.

2. العلاقة الجيدة بين الوالدين وأطفالهم وسهولة الحوار والثقة بينهم يشكل الإطار الأساسي الذي تتم فيه هذه التوعية. كثير من الأطفال لا يبلغون والديهم بتعرضهم للإساءة الجنسية بسبب الخوف منهم.

3. التربية الجنسية الجيدة للأطفال ومقاومة الآباء والأمهات لخجلهم وتجنبهم الكلام عن هذه الأمور.

4. كسر الإنكار وافتراض أن هذه الأمور لن تحدث فهي تحدث بنسبة كبيرة.

5. تعليم الأطفال جيداً الحدود الجسدية، وأهميتها وأن يقوم الوالدان باحترام الحدود الجسدية لأطفالهم (على سبيل المثال لا يفتحوا عليهم باب الحمام).

6. التعبير لهم بالكلام الواضح الصريح أنهم يستطيعون منع من يحاول أن يفعل ذلك بهم وأن يحاولوا مقاومة ذلك قدر استطاعتهم وأنهم إذا اشتكوا للوالدين فسوف يحمونهم.

7. التأكيد على أن الاعتداء أمر يحدث لهن وليس أمراً يفعلونه، وهذا يؤدي إلى تخفيف الشعور بالعار، وبالتالي سهولة التبليغ عن هذه الحالات.

8. التأكيد على سرية التعامل مع هذه الأمور بما يشجع الضحايا على الإبلاغ.

9. رفع الصورة الذاتية لدى المراهقات وقواعد العلاقات الصحّية، وخصوصاً ممن ينتمون لطبقات فقيرة اقتصادياً واجتماعياً ولا تقوم أسرهم بالدور التربوي المطلوب منهم.

الوقاية الثانوية

الاكتشاف المبكر للحالات التي يحدث لها انتهاك مستمر في الوقت الحالي وحمايتها.

الوقاية الثالثية

العلاج النفسي والسلوكي لمن تعرضن للاعتداء في طفولتهن ولم يتم التعامل مع هذه الأمور وأدت إلى مشكلات نفسية وعلاقاتية مزمنة.

أهمية الوقاية من العنف على النساء في التقليل من انتشار الإصابة بفيروس الإيدز

يتزايد النظر لوباء الإيدز، ليس فقط كقضية صحية وإنما كقضية تنموية متعلقة بحقوق الإنسان وحقوق المرأة بشكل خاص. وتشير أدلة كثيرة إلى أن العنف ضد النساء وغيره من مظاهر التمييز المرتبطة بالنوع تزيد من معدلات إصابة الإناث بفيروس الإيدز ونقله. تعاني النساء من ضعف نسبي في سيطرتهن على أجسادهن وحياتهن الجنسية، وهذا الضعف يصاحبه ويقويه تمييز اجتماعي واقتصادي يجعل منهن مجموعة أكثر تعرضاً للإصابة بفيروس الإيدز.

فيما يلي بعض الممارسات المتعلقة بالنوع الجنسي والتي تزيد من فرص الإصابة بالفيروس، والتي هي بشكل خاص منتشرة في بلادنا العربية:

1) الاغتصاب

العنف الجنسي بكل صوره، بما في ذلك الاغتصاب، يزيد من فرص إصابة النساء بفيروس الإيدز بنسبة تصل إلى 30% وليس ذلك فقط بسبب عدم استخدام الواقي الذكري، وإنما أيضاً بسبب ارتفاع نسبة حدوث الجروح والإصابات في المهبل أو فتحة الشرج خلال الممارسة الجنسية. الاغتصاب لا يؤدي فقط للجروح الواضحة وإنما أيضاً إلى جروح ميكروسكوبية، تكفي لزيادة فرص انتقال الفيروس دون أن تكون واضحة للعين المجردة.

2) الزواج المبكر (قبل سن الثامنة عشرة)

العوامل التالية تزيد من فرص الإصابة بالفيروس في إطار الزواج المبكر:

غياب الوعي بوسائل حماية النفس.

صغر السن من العوامل التي تضعف موقف المرأة في الزواج والذي يجعلها تقبل كل التصرفات الجنسية للزوج دون القدرة على الاعتراض.

3) تشويه/ أو قطع الأعضاء الجنسية للمرأة (الختان)

هذه الممارسة تشتمل على قطع جزء من أو كل من البظر، بالإضافة إلى استئصال الشفرة الصغرى في بعض الحالات. وفي بعض الحالات أيضاً يتم تخييط مدخل المهبل وترك فتحة صغيرة فقط لمرور البول ودم الحيض. هذه الممارسة تحمل عدة أخطار فيما يتعلق بانتشار فيروس الإيدز وهي:

استخدام أدوات جراحية غير معقمة من بنت لأخرى.

الختان يزيد من فرص تمزق الأعضاء الجنسية أثناء الجماع.

في حالة تخييط مدخل المهبل، لابد أن يؤدي الولوج إلى حدوث نزيف.

صعوبة الجماع تجعل النساء غير مقبلات عليه، مما يؤدي إلى مزيد من العنف وربما إلى جنس شرجي غير محمي.

الشخصية التي لديها تحمل غير طبيعي للإهانات والإساءات دون الاعتراض أو الشعور بالغضب

موقع منظمة العفو الدولية http: //web.amnesty.org/library/Index/ENGACT770842004

No comments: