Monday, March 5, 2007

مجموعات المساندة


المحاضرة الثالثة


مجموعات المساندة

نموذج للتجاوب مع احتياجات التعافي


منظومة الدعم النفسي في الكنيسة والمجتمع


هناك في رأيي حلقتان للدعم النفسي في المجتمع والكنيسة ، حلقة الدعم الاجتماعي والتي يحصل عليها الناس من خلال علاقات الصداقة، وفيها يلتقي الناس أفراداً ومجموعات للاشتراك في أنشطة اجتماعية أو روحية تزيد أو تنقص من حيث القرب والحميمية، في هذه الدائرة يمكن أن يتكلم الناس عن الحياة وأمورها ويتكلمون أيضاً عن أنفسهم ولكن بصورة سطحية لا تتعرض للمشكلات العميقة. من الممكن أن تنشأ في هذه الدائرة صداقات حميمة وعندئذ تصبح مثل هذه العلاقات مصدراً للمساندة النفسية العميقة. ولكن ظروف الحياة وإيقاعها المتسارع يقلل كثيراً من إمكانية نمو مثل هذه الصداقات الحقيقية. كما أن دور هذه الصداقات في مساعدة الأشخاص على استكشاف أنفسهم محدود بسبب غياب العنصر التعليمي أو الخبرة النفسية العميقة.
الحلقة الأخرى هي حلقة المساعدة المتخصصة بكل أنواعها الروحي والعلماني، الذي فيه يلجأ الناس إلى قادة روحيين أو مشيرين نفسيين أو أطباء أو معالجين نفسيين. بالطبع هذه الدائرة محدودة جداً لعدة أسباب أهمها أن الذهاب لمثل هؤلاء المتخصصين يعد اعترافاً ضمنياً بالعجز والفشل في إدارة الحياة وأيضاً الذهاب لمثل هؤلاء يتضمن أيضاً فتح الأسرار العميقة والأمور المؤلمة وبسرعة، لأن مثل هؤلاء لن ينتظروا كثيراً حتى نشعر بالأمان الكافي للحديث. كما أن الأمر في بعض الأحيان قد ينطوي على قضاء وقت طويل أو دفع مقابل مادّي قد يكون مرهقاً. لذلك غالباً ما لا يدخل في هذه الدائرة إلإ من وصل لحالة من الاحتياج الشديد وفي بعض الأحيان تكون الأمور قد تعقدت وربما تستعصي على الحل أو يصبح الحل صعباً جداً. هكذا نرى أن في الحلقة الأولى سطحية غير مشبعة ، وفي الحلقة الثانية عمق سريع ومكلف ومؤلم. لذلك استشعرت المجتمعات، في الغرب أولاً ، بالحاجة لوجود حلقة ثالثة ، مجتمع ثالث للمساندة والرعاية أعمق من مجرد العلاقات الاجتماعية العابرة وأخف عمقاً وأكثر صبراً من حلقة المساعدة المتخصصة. هذه هي حلقة المساعدة الذاتية الجماعية
self-help groups أو مجموعات المساندة support groups

ما هي مجموعات المساندة (المساعدة الذاتية)؟
التعريف الدقيق لمجموعات المساندة
هي مجموعات لإشخاص يشتركون في مواجهة مشكلة أو مرض و تحدي ما في حياتهم. وتوفر لهم هذه المجموعة جو آمن لهم للتعبير عن ما يدور بداخلهم من مشاعر والإفصاح عن صراعاتهم العميقة وجروحهم الدفينة. هذا الجو الآمن الصبور، يعطيهم فرصة و وقت لكي يكشفوا أسرارهم المكتومة منذ سنوات. في هذه المجموعات يشارك الأعضاء مع آخرين خبراتهم وقوّتهم و رجاءهم في التغيير والتعافي. لتحقيق هذه الأهداف، فإن مجموعة المساندة تحكمها قوانين تجعلها مكاناً آمناً للقبول غير المشروط والصبرعلى كل واحد ليتغير بالمعدل وبالكيفية التي يتغير بها بحسب تعامل الله الخاص معه و بحسب ظروفه الخاصة.
مجموعات المساندة هي مجموعات للمساعدة الذاتية ولا مكان فيها لأي متخصص أو مهني من أي نوع. يمكنها أن تستعين بشخص متخصص لكي يقدم تعليماً أو خبرة خاصة لكنه لا يكون عضوا من أعضاء المجموعة ولا يشارك في مشاركاتها الشخصية.
هذا هو التعريف الدقيق لمجموعات المساندة، لكننا يمكن أن تكون هناك أيضاً مجموعات مساندة عامة (أو مجموعات لمشاركة المشاعر
Process groups لأشخاص يواجهون تحديات مختلفة ولكن تجمعهم معاً رغبة في التطور والنمو الروحي والنفسي والاجتماعي. هذه المجموعات أيضاً تحكمها قوانين للمشاركة تجعلها هي أيضاً بيئة آمنة ومكان للقبول غير المشروط فيه الحب والحق والوقت.
هكذا فإن مجموعة المساندة العامة (أو المشاركة) تعد بمثابة خليج محمي بعيداً قليلاً عن البحر المفتوح. و هي بهذا تعد مكاناً لمن يدركون ضعفهم ويحتاجون لقضاء بعض الوقت بعيداً عن تيارات بحر الخدمة وتحديات الحياة الكنسية المعتادة. هذا الخليج يجب أن يظل مفتوحاً على البحر الواسع وإلا يصير بركة عطنة كما أن هذا الخليج ليس فقط للمرضى و المدمنين أو من نعتبرهم "حالات خاصة" ، بل أن كل أعضاء الكنيسة يحتاجون من وقت لآخر للراحة في هذا الخليج ، لأننا كلنا ضعفاء ومحتاجون ولكن ليس الجميع يدركون.
أيضاً إذا شبهنا الكنيسة بمستشفى، الجميع فيها مرضى بالخطية، فإننا يمكن أن نشبه مجموعات التلمذة أو درس الكتاب، بغرف المستشفى العادية أما مجموعات المساندة، فيمكن تشبيهها بغرف العناية المركَّزة. يدخل غرف العناية المركزة مرضى يأتون من بيوتهم في حالة حرجة فلا يمكن استقبالهم في الغرف العادية مباشرة، و إنما يحتاجون لقضاء بعض الوقت في العناية المركزة ثم يخرجون بعد ذلك لغرف عادية. أيضاً يمكن لنزلاء الغرف العادية إذا تعرضوا لضغوط شديدة أو إذا أدركوا فجأة ضعفاً أو جرحاً أو عيوباً في شخصياتهم لم يكونوا قد أدركوها من قبل ، أن يقضوا بعض الوقت في غرف العناية المركزة. يمكن أيضاً لبعض أعضاء الكنيسة (مرضى المستشفى) أن يحتفظوا بعضوية مزدوجة في كل من نوعي الغرف لوقت طويل أو ربما طوال الوقت!
لعل القارئ يتساءل، هل سنخرج من المستشفى أبداً؟ هل سيأتي يوم نتحرر تماماً من الضعف والاحتياج؟ متى سنشفى؟ الإجابة هي أننا سوف نشفى دائماً ونظل نشفى، لكننا سنخرج من مستشفى الخطية والألم والاحتياج للنمو والنضوج ، فقط عندما نصبح في ذلك المكان الذي يقول عنه الكتاب المقدس أنه المكان الذي يهرب منه الحزن والكآبة والتنهد. حيث يمسح الله كل دمعة من عيوننا والموت لا يكون فيما بعد ولا يكون حزن ولا صراخ ولا وجع فيما بعد !

لماذا المجموعات؟
قد نتساءل: لماذا لا يكون هذا المكان الآمن الي نعبر فيه عن مشاعرنا وصراعاتنا جلسة فردية مع راعي أو مشير؟ لماذا المجموعات؟ تضيف المجموعات أبعاداً خاصة لمنظومة الشفاء والنمو لا تستطيع المشورة الرعوية الفردية أو العلاج الفردي المتخصص أو الأحداث الكنسية العامة أن تقدمها. وفيما يلي بعض من هذه العوامل الفريدة التي تقدمها المساندة الجماعية من خلال مجموعات التعافي والمساندة

  • العمومية ــ من خلال الاحتكاك بأشخاص آخرين في المجموعة، يدرك الفرد أنه ليس وحده الذي يعاني.
  • الشعور بالآخرين ــ من خلال التفاعل الصادق في المجموعة، يمكن للفرد حتى و إن كان يعاني، أن يساعد آخرين ، حتى دون أن يقصد، وذلك فقط من خلال انفتاحه ومشاركته الأمينة. و عندما يكتشف الشخص كيف أنه ساعد آخرين، فإن هذا يزيد من رؤيته الإيجابية لنفسه. في الجلسات الفردية لا توجد فرصة لطالب المشورة أن يساعد المشير! وإنما يكون طالب المشورة في دور المتلقي معظم الوقت ولا يمارس العطاء.
  • الانتماء ـــ المجموعة، مع الوقت، توفر الشعور بالانتماء والهوية المشتركة.
  • الصبر ــ المجموعة أقدر على الانتظار والصبر على أعضاءها من المشير الفرد. لأنها غير محددة بمدة وغير متوقفة على الفرد. يمكن للعضو أن يترك المجموعة لفترة ثم يعود إليها بسهولة فيجدها مستمرة فيدخل مرة أخرى في تيارها.
  • الرجاء ـــ المجموعة بأعضاءها المختلفين والذين يمرون بمراحل مختلفة من التعافي والنمو. توفر الرجاء ، وذلك من خلال رؤية آخرين يروون قصص تعافيهم وتغييرهم.
  • القدوة ـــ من خلال الاقتداء بالآخرين الأكثر إيجابية في حياتهم، هذا يحدث بدون وعظ أو نصائح وإنما من خلال مشاركة الخبرات والحياة.
  • الأسرة الجديدة ــــ توفر المجموعة نوعاً من التفاعل الحميم مما يمثل، مع الوقت، أسرة جديدة أكثر صحة لأعضاءها.
  • التعبير عن المشاعر ـــ توفر المجموعة فرصة التعبير عن المشاعر في جو آمن بدون المطالبة بشيء وبدون انتقاد أو اتهامات.
  • مجتمع مصغر لعلاج العلاقات ـــ توفر المجموعة أيضاً فرصة لعلاج العلاقات حيث تقدم المجموعة أنواعاً مختلفة من العلاقات وتكشف التحديات القائمة فيها. بالنسبة للمشورة الفردية الكلام عن العلاقات وشفاءها يكون من خلال استدعاء هذه العلاقات والكلام عنها مع المشير. أما في المجموعة فالعلاقات تكون متواجدة في نفس البيئة العلاجية من خلال العلاقات المتنوعة بأعضاء المجموعة. تظهر الغيرة ويظهر التنافس، تظهر الاعتمادية ويظهر العنف والتجنب وعدم احتمال الآخرين، وغيرها من الديناميكيات المريضة في العلاقات وذلك في بيئة مصغرة محمية فتكون هناك فرصة أكبر للتعامل معها.
  • التعليم ــــ توفر المجموعة لأعضاءها فرصة الحصول على المعلومات وذلك من خلال التعليم المباشر الذي يقدم للجميع في صورة محاضرة، أو غير المباشر الذي يحصل عليه الأعضاء من خلال مشاركتهم بخبراتهم معاً. في جلسات المشورة الفردية، يكون التعليم دائماً مباشراً وموجه لفرد واحد (بخاصة بالنسبة لأساليب المشورة التوجيهية). بعض الشخصيات المقاومة لا تتجاوب مع التعليم المباشر، بل ربما تعتبره إهانة أو اتهام أو سيطرة. كما أنه قد يكون بالفعل كذلك في بعض الأحيان. أما في المجموعة، فهناك فرصة للتعليم غير المباشر الذي غالباً ما يكون أكثر تأثيراً من التعليم المباشر وبالذات مع مثل هذه الشخصيات. كما أن التعليم المباشر الذي يقدم يكون في صورة جماعية غير متحدية للفرد.

ما الذي يحدث في مجموعات المساندة المسيحية؟

  • التعليم

التعليم الذي يقدم في مجموعات المساندة هو نوع من التعليم الذي يمثل مبادئ التعافي والشفاء النفسي المسيحي، وهذا هو بمثابة تكامل بين مبادئ الكتاب المقدس واللاهوت المسيحي و مبادئ علم النفس والطب النفسي وحركة التعافي.

في مجموعات المساندة العامة (مجموعات المشاركة) يتناول التعليم موضوعات عامة تتعامل مع احتياجات أغلب البشر مثل "ألعلاقات" أو "التحكم في الغضب" أو " المخاوف" أو " صورة الذات" أو "الاكتئاب" وغيرها. أما مجموعات المساندة المتخصصة فهي تتناول موضوعات خاصة يحتاجها أعضاؤها الذين يعانون من مشكلات خاصة:

أمثلة للمجموعات الخاصة (مجموعات المساندة)

مجموعة لمن تعرضوا للاعتداء الجنسي في الطفولة.

مجموعة لمن يعانون من سلوكيات قهرية جنسية (مثل العادة السرية أو إدمان المواد الجنسية)

مجموعة لمن يعانون من مشاعر جنسية مثلية (شذوذ جنسي)

مجموعة للأمهات الوحيدات (الأرامل أو المنفصلات عن أزواجهن لأي سبب)

مجموعة لتعلم المهارات الاجتماعية للمراهقين/ المراهقات (القلب الواعي)

وغيرها من الأمثلة العديدة للاحتياجات التي تقوم مجموعات المساندة المسيحية بالتعامل معها.

  • الصلاة

تمارس المجموعة الصلاة معاً قبل وأثناء وبعد المجموعة. بسبب مستوى الانفتاح العميق على المشاعر والصراعات، فإن الصلاة في مجموعات المساندة تكون عميقة وصادقة. هي أقرب لصلاة سكب القلب أمام الله التي نراها في المزامير، وهذا النوع من الصلوات ربما لا يمارسه الكثيرون ممن لم يختبروا تبصراً عميقاً بما في قلوبهم.

  • المشاركة

تعتبر مجموعات المساندة فرصة للكلام والتعبير عن المشاعر الدفينة. هذا يعتبر بالنسبة لكثيرين، أمراً جديداً و ربما يكون صعباً ولكنه الوسيلة الأساسية لاستكشاف النفس والشفاء من الكثير من المشكلات والاضطرابات النفسية والخطايا السلوكية المزمنة. و لكي تكون المجموعة مكاناً آمناً للمشاركة والتعبير هناك قوانين للمشاركة في مجموعات المساندة. في المرات الأولى لحضور مثل هذه المجموعات وسماع أشخاص يفتحون قلوبهم بشكل حقيقي ويحكون صراعاتهم وآلامهم، ربما يخرج العضو الجديد شاعراً بمزيد من الألم. هذا الألم يمكن تشبيهه بالألم الذي يشعر به من يذهب إلى صالة الألعاب الرياضية لأول مرة ويحرك عضلات ربما لم تتحرك من قبل بهذه الطريقة فيعود إلى بيته وجسده يؤلمه وربما يتسائل: " هل جئت لكي لبناء عضلاتي أم لإيلامها؟!" لكن إذا استمر هذا الشخص في المواظبة على استخدام صالة الألعاب (وقليلون يفعلون) فإنه مع الوقت يكتشف أن الألم يقل والنمو يزداد.

قواعد المشاركة في مجموعات المساندة
لمجموعات المساندة قواعد خاصة تساعدها لكي تقوم بدورها الخاص كوسط آمن للتعامل مع الأجزاء العميقة الحسّاسة منا.

السريّة التامة فيما يختص بأسماء الأعضاء أو مشاركاتهم. شعار المجموعة في هذا الصدد هو: " ما تسمعه أو تراه هنا تتركه هنا." و هذا ضروري لإشعار الجميع بالأمان أن ما يشاركوه في هذا المكان لن يذهب لأبعد من هذا المكان.

التحدث بصيغة أنا. بدلاً من الواحد, الإنسان، نحن , الناس. وذلك لتشجيع الأعضاء أن يشعروا بمشاعرهم و يفكروا أفكارهم هم ويتحملوا مسئوليتها.

لا أسئلة أو استفسارات أثناء المشاركات. عندما يتعرض العضو لأسئلة، ربما يشعر أنه خاضع للاستجواب و ربما يدفعه هذا لأن يقول ما لا يريد أن يقوله فيشعر بعدم الأمان أو بالتعرية. أيضاً ممنوع دفع عضو للمشاركة إذا لم يكن يريد ذلك. من الممكن أن يقوم مشير أو مشرف أو صديق حميم بتشجيع أحد الأعضاء على المشاركة في المجموعة. و لكن هذا يتم بصورة فردية و بعد الوصول لدرجة من عمق العلاقة.

لا كلام عن شخص غير موجود. حتى لا تصبح المجموعة مكان للنميمة. يمكن المشاركة عن شعور العضو الشخصي الذي شعر به في علاقة ما دون التركيز على أشخاص آخرين.

لا وعظ أو نصائح أو كلام عام. كل شخص يشارك بحياته الشخصية. وهذه المشاركة ربما تفيد غيره من أعضاء المجموعة وربما لا تفيد. النصائح يمكن أن تكون بمثابة فرض اختباراتنا الشخصية على الآخرين. لكن من الممكن تقديم ما يسمى " برد الفعل" feedback فقط لمن يطلب ذلك. شعار بعض من هذه المجموعات يقول: " خذ ما يفيدك ، اترك الباقي!"

لا مقارنات فكل شخص له حياة فريدة لا تقارن بآخرين. المقارنة قد تشعر البعض بأنهم مرفوضون. كذلك لا حجر أو رفض لمشاركات شخص آخر مهما كانت، إلا إذا كانت خارج القواعد.

التلامس الجسدي في حدود ضيقة وبعد استئذان الشخص، لأن بعض الأشخاص لا يشعرون بالارتياح للتلامس ويجب احترام الحدود التي يضعونها لأنفسهم.

لا مشاركات فاضحة أو كلام جنسي أو بذيء. يجب أن تظل المجموعة مكاناً آمناً لا يسبب ضرراً لمن يرتاده.

ثقافة المشاركة كسر لقوانين الأسرة المضطربة
تمثل مجموعات المساندة بيئة جديدة يستطيع فيها من لم يعتد الكلام عن أمور معينة أن يتكلم عنها. الأسر المضطربة التي نشأ أغلبنا فيها، بدرجات متفاوتة، كانت لديها مبادئ مريضة. هذه المبادئ ساهمت في تفاقم المرض والإعاقة لدينا. لذلك فإن مبادئ مجموعات المساندة تأتي كمحاولة لتصحيح تلك المبادئ الأسرية المريضة.

ثقافة المشاركة إعادة إحياء لممارسات روحية هامة
ليست مجموعات المساندة بدعة جديدة أو هرطقة وإنما هي محاولة للعودة لممارسات كنسية ومبادئ كتابية تعرضت للإهمال أو للممارسة بصورة ميكانيكية فارغة من المعنى.
الاعتراف

" اعترفوا بعضكم لبعض بالزلات وصلوا بعضكم لأجل بعض لكي تشفوا" (يعقوب 5: 16). قول الصدق فيما يتعلق بالخطايا والصراعات العميقة التي لا يراها الناس أمر هام جداً للشفاء والنمو. وهذا تسميه الكنيسة "الاعتراف" . هذه الممارسة أو تلك "الفريضة" تعرضت إما لسوء االاستخدام أو للإهمال التام. في مجموعات المساندة نحاول أن نمارس هذه الفريضة الكتابية والكنسية الغائبة أو المُغَيَّبة.
الشهادة

تقديم الشهادة عما يحدث في حياة الإنسان مهم جداً، و الشهادة ليست فقط عن الأمور الإيجابية والكلام عن الصراعات التي قد انتهت، ولكنها تتضمن أيضاً الكلام عما هو حادث بالفعل وفي كل وقت مهما كان. لم يشهد بولس الرسول عن عمل الله في النجاحات والانتصارات فقط بل شهد عن عمل الله في حياته وهو يتألم. في رسالة رومية يقول: " أقول الصدق في المسيح ، لا أكذب وضميري شاهد لي بالروح القدس. إن لي حزناً عظيماً ووجعاً في قلبي لا ينقطع" (رو 9: 1، 2). وفي الرسالة الثانية لأهل كورنثوس يقول: " فإننا لا نريد أن تجهلوا أيها الاخوة من جهة ضيقتنا التي أصابتنا في أسيا. أننا تثقلنا جداً فوق الطاقة حتى أيسنا (يئسنا) من الحياة أيضاً" (2كو 1: 8). مثل هذا النوع من الشهادات يحدث في مجموعات المساندة.

لمن مجموعات المساندة؟

  • الأشخاص الذين يعيشون بكفاءة ويمكن أن يصفهم الناس أنهم " طبيعيون" بالمقاييس العادية، لكنهم يواجهون أحداث أو يعيشون في علاقات حالية مؤلمة تشكل تهديداً على حياتهم أو هويتهم أو صحتهم النفسية. أمثلة لذلك من يعيشون في علاقة زواجية غير صحية أو أرامل أو منفصلين. أو أهالي المدمنين أو المرضى النفسيين أو أهالي المرضى بأمراض مزمنة.
  • الأشخاص الذين يعيشون بكفاءة ويمكن أن يصفهم الناس أنهم "طبيعيون" بالمقاييس العادية ، لكنهم لا يزالوا يعانون من تأثير أحداث ماضية تعرضهم لمتاعب نفسية أكثر من المعتاد. مثل هؤلاء الأشخاص هم البالغون الذين كانوا أبناء وبنات لمدمني ومدمنات الخمر والمخدرات. أو عاشوا في أسر مضطربة بها كثير من الإساءات والجروح أو بها جو من كبت المشاعر أو التعبير المنفجر عنها.

  • الأشخاص الذين يظهرون من الخارج وكأنهم يعيشون بكفاءة ولكنهم في واقعهم السري والداخلي يعانون من قلق واكتئاب وغير راضين شكل عام عن حياتهم ويصفهم المقربون منهم أنهم يعيشون بكفاءة أقل مما هو متوقع منهم ويسلكون سلوكيات مضرة لهم. مثل المصابون بالقلق أو الاكتئاب و اضطرابات في الشخصية، أو صعوبة في التحكم في الغضب، تؤثر على العمل والعلاقات القريبة. أيضاً الذين يعانون من سلوكيات قهرية (إدمانية) فيها إدمان لمادة / أو سلوك / أو علاقة. تحت هذه الفئة: مدمنو الخمر والمخدرات أو المصابون بالإفراط في الطعام أو الأمراض المتعلقة بالأكل كفقدان الشهيةالعصابي أو الشراهة العصابية. والذين يعانون من إدمان العلاقات العاطفية أو الجنسية.
  • الأشخاص الذين هم في حاجة إلى اكتساب المهارات الاجتماعية الأساسية الضرورية للحياة ولاكتساب الأصدقاء والحفاظ على العلاقات بحيث تكون مجموعات المساندة بمثابة بيئة شبه محمية لتعلم مثل هذه المهارات.

لقراءة بعض الاختبارات الشخصية لأعضاء مجموعات المساندة (الخاصة والعامة)، راجع كتاب "الروحانية والتعافي" للكاتب أو الموقع الالكتروني www.arabicrecovery.com