Wednesday, February 28, 2007

خطوات التعافي من فقدان الشهية ا لروحي

قل الحقيقة

إن لم تكن قد نلت القدر الكافي من الغذاء الروحي و قد دمرت قابليتك تماما علي الصراخ لله طالبا المساعدة فما عليك إلا أن تقول الحقيقة. أعلن هذه الحقيقة لنفسك أولا ثم لشخص آخر ثم إلي الله إن استطعت . قول الحقيقة ليست من الأمور السهلة . و إلى ان تاتينا القدرة علي الاعتراف بها فسوف نظل نسير في عملية مستمرة لفقدان الشهية الروحى.

اقبل هذه المشكلة علي إنها مشكلتك أنت

بيننا من يعتقدون ان سبب فقدان الشهية الروحى (اى عدم قدرتنا على استقبال اى رعاية روحية متاحة) هى مشكلة من خارجنا اى بسبب كنائسنا أو القسوس أو المعلمين. ربما هذا يكون جزءا من المشكلة و لكن ليست كلها. و على هذا النحو من الاقتناع ينتقل الشخص من كنيسة لاخرى على أامل ان يجد هذه الرعاية الروحية الذى يحتاجها ، و يجد نفسه امام نفس الجوع لانه غير قادر على استقبال اى غذاء روحى متاح له فى هذه الكنيسة. و بذلك يزداد سخطنا و غضبنا على هذه الكنائس. و فى النهاية نكتشف انه "اينما نذهب فستجد نفسنا منتظرة هناك" اى انه اذا كانت لدينا مشكلة فاستقبالنا فسنذهب بها الى اى كنيسة و الى اى مكان. فالمشكلة هى فى عدم قدرتنا على استقبال العناية و الرعاية الروحية التى نحتاجها و هذا له علاقة وطيدة بالذى مررنا به فى الطفولة من اساءات روحية و اخرى كثيرة.

و إلى أن نقبل اننا اصحاب هذا الانكسار الروحى فسوف نهدر معظم وقتنا وجهدنا بلا فائدة، و لا نوجهه فيما يجب علينا ان نعمله و هو الاعتراف بمسئوليتنا.


خذ خطوات صغيرة

قد يساعدنا أخذ خطوات صغيرة، و هذه الخطوات ليس لها صورة محددة فهى تختلف من شخص لاخر (لا تقارن نفسك بأحد). اهم شىء هو ان نحاول القيام بشىء لا يقود الى زيادة الشعور بالعار لدينا. ان تأثير هذه الخطوات الصغيرة هو أفضل بكثير على المدى الطويل من المجهود الرهيب الذي كنا نبذله بسبب فقدان الشهية الروحى. هذا الحل من الممكن أن يجعلنا نشعر بالخوف لاننا قد امضينا حياتنا نحاول السيطرة على علاقتنا بالله، وذلك من خلال محاولتنا المستميتة بأن نكون اشخاص صالحين. لذلك قد يكون شيئا مخيفا جدا بالنسبة لنا ان نتوقف فجاءة عن كل هذه المحاولات.

نحن نحتاج للوقت لاننا سوف ننتكس مرات ومرات ونعود ونحاول أن نقفز قفزات كبيرة تصيبنا باليأس والإحباط في النهاية. في كل مرة علينا أن نعترف بالحقيقة ونبدأ من جديد في اتخاذ خطوات صغيرة ولكن حقيقية.


تذكر أن الله يحب أن يطعم شعبه

سوف نأخذ وقت حتى ندرك و نصدق حقيقة ان الله يحبنا، لان فقدان الشهية الروحى هو مرض متأصل فى اعماقنا اما بصورة ذاتية مشوهة عن انفسنا او افكار خاطئة عن الله. ما تعرضنا له من اساءات فى الماضى جعلنا نؤمن بأننا غير صالحين و انه ليس لنا قيمة فى ذاتنا. و آمنا بان الله قد رفضنا او يستغلنا او يطالبنا. من الصعب علينا تقبل ان الله يمكن ان يرعانا او يعتنى بنا. و نحن هنا نود ان نتذكر الايمان المسيحى الحقيقى و هو ان الله يحب ان يطعمنا.....

هل نتذكر المن فى البرية؟

الخبز و السمك؟

التناول ؟ حيث يطعمنا فيه الله طعاما روحيا

"تعالوا الى يا جميع الجياع و العطاش الى البر و سأشبعكم"

"انا اشفى ارتدادهم. احبهم فضلا لان غضبى قد ارتد عنه. اكون لاسرائيل الندى....................من قبلى يوجد ثمرك. من هو حكيم حتى يفهم هذه الامور و فهيم حتى يعرفها." (هو 14)

نصلى ان يعطينا الله الشجاعة و التواضع و الصبر لكى نستقبل بعض الرعاية الروحية، و الحب و النعمة التى لنا فى المسيح يسوع. امــــين

Sunday, February 18, 2007

Trauma الإيذاء النفسي


المحاضرة الثانية

الإيذاء النفسي Psychological Trauma

ما معنى الإيذاء النفسي Trauma

الإيذاء النفسي أو هو نوع من الأذى للنفس يحدث كنتيجة لخبرة صادمة نفسياً. الخبرة الصادمة، هي تلك الخبرة التي تغمر الإنسان وتفوق قدرته على استيعاب الأفكار والمشاعر الشديدة التي يحتوي عليها هذا الحدث أو تلك الخبرة. الخبرات الصادمة نفسياً متعددة مثل الحوادث والكوارث الطبيعية والجرائم الشديدة والجراحات الخطيرة بالإضافة إلى وفاة الأشخاص المقربين. كما تتضمن أيضاً خبرات التعذيب البدني والنفسي و العلاقات المسيئة و التعرض للإساءات المتكررة أو الإهمال في الطفولة. الصدمة هي خبرة ذاتية لمن يتعرض لها. وبالتالي يتحدد تأثيرها ليس فقط بنوع الحدث وشدته و إنما أيضاً بعوامل ذاتية مثل استقبال الشخص لها ومتانة بنياته النفسي.

الإساءة للأطفال

يؤدي تعرض البالغين للإيذاء النفسي المتكرر إلى إضعاف تركيب الشخصية المتكون بالفعل، أما الإيذاء النفسي للأطفال فهو يعرض الشخصية لتشوّهات ربما تبقى طوال العمر ولا تُشفى شفاءً كاملاً، ليس لأنها مستحيلة الشفاء، ولكن لكون الشفاء منها يتطلب سنوات طويلة ربما أطول من الفترة المتبقية في حياة الإنسان منذ بدء العلاج!

لا يستطيع الطفل أن يهرب من مصدر الإيذاء النفسي، خصوصاً عندما تكون الأسرة والوالدين مصدر هذا الإيذاء، كما أن الطفل لا يمتلك بعد الدفاعات الناضجة للتعامل الصحّي مع الإيذاء لذلك فإنه يكوّن مجموعة من الدفاعات غير الناضجة ليحمي نفسه، مثل الإنكار لكي يستطيع أن يثق في أشخاص لا يمكن الوثوق بهم أو العنف والسيطرة، للتعامل مع بيئة فوضوية غير متوقعة، أو ربما فصل الإحساس أو فصل الوعي تماماً لكي تحمل الخوف والألم. كل هذه الدفاعات عندما تستخدم لوقت طويل في مراحل تكوين الشخصية، فإنها تؤدي لتشويه دائم في الشخصية يظهر فيما بعد في السلوك والعلاقات (وبالذات الحميمة منها) في صورة تجنب وسلبية وانسحاب من ناحية أو عنف وسيطرة من ناحية أخرى أو في صورة شك أو تعالي أو نرجسية وغيرها من سمات الشخصية المضطربة.

الإساءات السلبية والإساءات الإيجابية

الإساءات السلبية هي عدم قيام الأسرة والمجتمع بتسديد الاحتياجات التي يحتاجها الطفل لينمو نمواً صحّياً مستقراً. يمكن أن نطلق على الإساءات السلبية تعبير الإهمال أما الإساءات الإيجابية فهي الانتهاكات التي يتعرض لها الأطفال من الآخرين من عنف جسدي ولفظي ونفسي وجنسي وروحي. لكي نفهم الإساءات السلبية، سنحاول إلقاء الضوء على مراحل التطور النفسي[1] للأطفال لتوضيح الأهداف التطورية لكل مرحلة والاحتياجات التي يحتاجها الطفل في كل مرحلة لتحقيق تلك الأهداف التطورية وتأثير عدم تحققها على شخصية الطفل.

المرحلة

من الولادة لسن ثلاث سنوات

الأهداف التطورية

تحقيق الثقة الأساسية والقدرة على إدارة الذات (الكيان المستقل)، وبداية التربية الوجدانية.

ما يحتاجه الطفل لتحقيق هذه الأهداف

- تسديد منتظم ومستقر للاحتياجات الجسدية الأساسية

- تلامس صحّي وكافي ينقل الحنان والاهتمام.

- علاقات ثقة ومحبة غير مشروطة من الأهل.

- نظام واضح في المنزل. نظام ثواب وعقاب يشجع على المسئولية دون الإهانة والتحقير بالإضافة إلى تقديم نماذج صحّية للسلوك.

- المساندة والتعزية عند الألم والخوف والإحباط.

- تشجيع على الاعتماد على النفس في الأكل والملبس مع طلب المساعدة والتصحيح بطريقة لا تشعر بالخزي والعار.

- مكان آمن للمعيشة ورعاية صحية وتعليم.

- التشجيع على التعبير عن المشاعر وتقديم نموذج للتعبير الصحّي عن المشاعر.

تأثير عدم تحقق هذه الأهداف على نمو الشخصية

- غياب الثقة الأساسية في صورة ميل للخوف والتجنب.

- اضطراب في القدرة على إدارة الذات إما في صورة عنف وتهور أو في صورة انسحاب واعتمادية.

- عدم القدرة على التعبير عن المشاعر بالكلام.

- إحساس دفين بالخزي والخجل والشك في النفس.


المرحلة

من سن 4 إلى 7 سنوات

الأهداف التطورية

تحقيق القدرة على المبادرة وفعل أشياء جديدة (اللعب – الرياضة – التعلم)

ما يحتاجه الطفل لتحقيق هذه الأهداف

- علاقات ثقة ومحبة غير مشروطة من الأهل.

- التعبير اللفظي عن الحب والتقدير.

- نموذج صحّي للتعامل مع المواقف المختلفة وحل المشكلات بين الأشخاص.

- تعليم الطفل السيطرة على سلوكه (أخذ نفس عميق/ العد من 1- 10 قبل التصرف)

- ضبط الثواب والعقاب بطريقة غير مهينة.

- تعليم الذكاء الوجداني (التعرف على المشاعر والتعبير عنها وإدارتها وأيضاً إدراك مشاعر الآخرين).

- تعلم المسئولية عن السلوك وتحمل النتائج.

تأثير عدم تحقق هذه الأهداف على نمو الشخصية

- غياب القدرة على المبادرة في صورة سلبية أو اعتمادية.

- الشعور الدفين بالخزي والعار وانخفاض تقييم النفس,.

- ضعف الذكاء الوجداني.

- الميل للتشاؤم وتوقع الفشل.


المرحلة

من 7- 12سنة

الأهداف التطورية

تحقيق الإحساس بالنشاط والكفاءة وسط الأقران.

ما يحتاجه الطفل لتحقيق هذه الأهداف

- علاقات ثقة ومحبة غير مشروطة حتى بالرغم من ارتكاب الأخطاء.

- تواصل وشرح لأسباب السلوك.

- فرص للحرية و الاختيار الشخصي.

- الثواب والعقاب بطريقة تحترم الطفل، مع الشرح والتوضيح وعدم غياب الحب والتقدير بالرغم من تحمل مسئولية الخطأ.

- التشجيع على السلوك المرغوب فيه.

- التدريب على مواجهة وحل المشكلات بنفسه وعدم التدخل المستمر.

- تزايد الاستقلالية عن طريق مفاوضات صريحة بين الأهل والطفل.

- تقديم نموذج للمرونة في التعامل مع الضغوط.

تأثير عدم تحقق هذه الأهداف على نمو الشخصية

- الإحساس المفرط بالذنب ولوم النفس.

- الهروب من المشكلات والتحدّيات خصوصاً عندما يتطلب الأمر مواجهة مع الأشخاص.

- العنف والعصبية.

- التنافس والغيرة مع الأقران.

- اللجوء لسلوكيات غير توافقة للتعامل مع الضغوط مثل الإفراط في الطعام أو العادة السرية.

- اضطراب في القدرة على إدارة الذات إما في صورة عنف وتهور أو في صورة انسحاب واعتمادية.

- عدم القدرة على التعبير عن المشاعر بالكلام.

- إحساس دفين بالخزي والخجل والشك في النفس.

صغر النفس

يستخدم الكتاب المقدس تعبير "صغر النفس" وهذا التعبير كثيراً ما يستخدم في الأوساط الكنسية للإشارة للإحساس بنقص الثقة بالنفس أو التقيم المنخفض للنفس. لكن في ضوء علم النفس التطوري، يمكن أن نفهم أن صغر النفس له معنى أعمق. أي أنه يعني أن الإنسان بالرغم من وصوله لسن ما زمنياً وعقلياً، إلا أنه لم يحقق بعد الأهداف النفسية التطورية الخاصة بهذا السن. هذا يعني أن الإنسان من الممكن أن يكون عمره الزمني والعقلي 30 سنة لكنه بالنسبة لبعض القدرات النفسية والوجدانية لا يزال لم يحقق أهداف مرحلة 3-7 سنوات. هذا الفهم يضع في طائفة صغار النفوس ليس فقط من يشعرون بالدونية، ولكن الكثيرين ممن يعانون من مشكلات نفسية وسلوكية بسبب تأخر عمرهم الوجداني.

- العصبي الذي لا يستطيع التحكم في غضبه، صغير النفس.

- من تدمن العلاقات العاطفية وتتورط في سلوكيات جنسية بسبب جوعها للحب، صغيرة النفس.

- من يصارع مع الجنسية المثلية، صغير النفس.

- السلبية الاعتمادية التي تتحمل درجات عالية من الإساءة في سبيل الحفاظ على العلاقات، صغيرة النفس.

- من يحاول أن يثبت رجولته من خلال العلاقات الغرامية و"الفتوحات" الجنسية، صغير النفس.

- التي تتجنب العلاقات الحميمة وترفض الزواج، صغيرة النفس.

- النرجسي الذي يفرط في إطراء نفسه، صغير النفس.

- التي ترفض الجنس في الزواج بسبب تعرضها للإيذاء الجنسي في طفولتها، صغيرة نفسياً.

- المتنافس الباحث عن التفوق بشكل قهري، صغير النفس.

- التي لديها مشكلة مع جسدها سواء في صورة فقدان شهية عصابي أو شراهة عصابية، صغيرة النفس.

- الشكّاك الذي لا يستطيع أن يثق، صغير النفس.

- التي تمارس السيطرة والغيرة الشديدة في العلاقات، صغيرة النفس

كيف يمكن للإنسان أن يعوض عدم تحقق الأهداف التطورية النفسية؟ أو بكلمات أخرى، كيف يمكن أن يلحق العمر النفسي والوجداني بالعمر الزمني؟ تحقق الأهداف النفسية يحدث من خلال علاقات صحّية تتميز بالعناصر التالية:

- الحب والمساندة

- المواجهة بالحقائق

- الحرية

- الوقت (الصبر)

في ختام رسالته الأولى إلى أهل تسالونيكي، يوجه بولس الرسول هذه الوصايا إلى الكنيسة: " أنذروا الذين هم بلا ترتيب، شجعوا صغار النفوس، إسندوا الضعفاء، تأنوا على الجميع." (1تس 5: 14) تشجيع صغار النفوس ليس مجرد ربتة على الكتف وبعض الكلمات الإيجابية، ولكن تشجيع صغار النفوس يكون من خلال تقديم لهم علاقات صحية ذات معنى يتوفر فيها الاتزان بين المواجهة والصبر، بين الحق والحب والحرية .

لعل من أصعب التوازنات في العلاقات هو ذلك التوازن بين الحب والحرية. ففي مرات كثيرة نقدم الحب ولكن نحاول باسم الحب أن نفرض آرائنا التي نظن أنها في مصلحة من نحب، وفي مرات أخرى نؤكد على الحرية الفردية وعدم التدخل بطريقة تتعارض مع المحبة والاهتمام. يؤكد بولس الرسول على هذا التوازن في الإصحاح الخامس من رسالة غلاطية ـــ " فاثبتوا إذاً في الحرية ولا ترتبكوا بنير عبودية (كان يقصد عدم الاستجابة لسيطرة ما كانوا يحاولوا فرض الختان على المؤمنين بالمسيح من الأمم) ويضيف.... فإنكم إنما دعيتم للحرية أيها الاخوة، غير أنه لا تصيروا الحرية فرصة للجسد، بل بالمحبة اخدموا بعضكم بعضاً"

نماذج للسيطرة باسم المحبة والوحدة في الكنيسة:

· عدم قبول الاعتراض والتعبير عن الرأي بدعوى الخضوع للقيادات.

· التدخل لجعل فتاة أو شاب يقبل زواجاً ما لكونه الأفضل في نظر هذا القائد أو تلك القائدة.

· الضغط على زوجة لتتحمل إساءات زوجها وضربها لكون "الرجل رأس المرأة"!

· اتهام من يعتذر عن أداء خدمة ما بأنه لا يحب الرب.

· اتهام من يواجه ويعاتب بأنه يخلق مشاكل ولا يغفر.

نماذج للإهمال والأنانية في الكنيسة

· رؤية شخص محتاج مادّياً وعدم مساعدته بدعوى عدم تشجيع الاعتمادية.

· عدم التدخل لحل مشكلات زواجية بدعوى أنها "أمور شخصية".

· عدم السؤال عن الغائبين بدعوى عدم التدخل في حياتهم الشخصية.

· عدم الغفران لمن يخطئ.

· وصم من يعاني من سلوك غير مستقيم وتجنبه دون محاولة تقديم الحب والقبول والمساعدة له.

· رفض ووصم وعزل فئات مثل المثليين أو المنحرفين جنسياً باعتبارهم "مرض معدي".

· عدم الاقتناع بحدوث تغيير لشخص وحبسه في إطار لا يخرج منه طوال العمر.

الإساءة للنساء والأطفال في مصر

تعتبر مصر صوتاً رئيساً في العالم العربي وقوة مستقرة سياسيا واقتصاديا في أفريقيا. ومع مع مستقرة سياسيا واقتصاديا في إرة سياسيا واقتصاديا في إفريقيا.وعات.ة الهيكلة والتربية المعرفية بشأن الحاجات العاطفية والعلاقاتهذا فإن كثيرا من مواطني البلد فقراء وأميون. وتعاني الفتيات المراهقات والنساء معاناة خاصة في مجتمع يتسامح مع ضرب الزوجات وتشويه العضو التناسلي للإناث وذلك ظل قانون الصمت الذي يسود في العالم العربي.

يعيش حوالي 18٪ من المصريين على دولارين أمريكيين أو أقل يوميا وهو معدل أقل إلى حد كبير من دول ذات اقتصاد مماثل في المنطقة، كما أوضحت أرقام البنك الدولي في عام 2002. وبالإضافة إلى هذا فإن حوالي 45٪ من المصريين لا يصل عمرهم المتوقع عند الولادة إلى أربعين عاما كما أن أكثر من 45٪ من فقراء مصر أميون.

ويرتبط الفقر في أغلب الأحيان بعوامل تعليمية. وبالفعل فإن نصف الفقراء المصريين تقريبا أميون. "وقد ارتفعت تغطية التعليم إلى حد كبير في مصر مع نهاية التسعينيات ـ هبطت الأمية بين الإناث بنسبة 25٪ منذ 1980، وكان صافي القيد في المدارس الابتدائية 92.4٪ للمجموعة العمرية في عام 1999 وكانت معرفة القراءة والكتابة عند البنات 69.8٪ في عام 2000" وفقا لدراسة البنك الدولي عن الفقر في مصر. "غير أنه ما زالت هناك اختلافات جغرافية داخل مصرـ في مجال الأمية، وقد شهد الوجه البحري أعلى انخفاض في الأمية (بأكثر من 5 درجات مئوية) بين عامي 1995 و2000، غير أن الانخفاض في الصعيد كان يتراوح بين 1.5 و3 درجات مئوية فقط. ولكن حتى هناك، كانت التحسينات في المستوى التعليمي للفقراء أعلى من المتوسط. كما مثلت الأسر التي بها رؤوس أمية 33٪ من المجموع الكلي للسكان."

العنف ضد المرأة

في دراسة على مستوى البلاد في مصر[2] خلال عام 1995-1996، وجد أن 34٪ من النساء (تتراوح أعمارهن بين 15-49) يتعرضن للاعتداء الجسدي من شريك حميم. في دراسة أخرى بشأن طلب المساعدة لنساء جرت إساءة معاملتهن جسديا (1993-1999): 47٪ لم يخبرن أحدا قط، وصفر٪ اتصلن بالشرطة، و3٪ أخبرن صديقا، و44٪ أخبرن العائلة. (بالنسبة إلى المملكة المتحدة على سبيل المثال، هذه النسبة المئوية كانت 38٪، و22٪، و46٪، و31٪ على التوالي). ويعكس هذا عدم القدرة على الكلام حول هذه الأمور إلا مع العائلة. وتبين الإحصائيات أن نساء قليلات استنكرن في الواقع ضرب أزواجهن لهن، وفقا لمسح البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة لعام 1995. وكشفت النتائج عن أن 86.4٪ من النساء وافقن على الأقل على سبب واحد من الأسباب المقدمة لتبرير ضرب الزوجة: زوجة تحرق الطعام، زوجة تهمل الأطفال، زوجة ترد بوقاحة على زوجها، زوجة تتحدث مع رجال آخرين، زوجة تبدد المال، زوجة ترفض ممارسة الجنس.

الإساءات الجنسية

وفيما يتعلق بالإساءات الجنسية وجد عرض لدراسات في عشرين دولة أن انتشار إساءة المعاملة الجنسية للبنات تتراوح بين 7-36٪[3]. لا توجد أية إحصائيات رسمية عن مصر؛ على أننا نتوقع أن تكون النسبة أعلى من 30٪ بالنسبة للبنات لأسباب مختلفة منها المشكلة السكانية حيث تعيش العديد من الأسر في غرفة واحدة، بالإضافة إلى غياب الثقافة الجنسية وقانون الصمت خصوصاً بشان الأمور الجنسية.

تشويه/بتر العضو التناسلي للإناث "الختان"

الواقع أن ممارسة تشويه العضو التناسلي للإناث أو ختان الإناث، والتي تقتضي إزالة كل أو جزء من البظر وأجزاء من الشفرتين الصغريتين (الشفرتين الداخليتين للمهبل) تقليد عميق الجذور، ينتشر بشكل واسع في بلدان وادي النيل وأجزاء من أفريقيا جنوب الصحراء. ويمارسه كل من المسلمين والمسيحيين في كافة أنحاء البلاد. هذه الممارسة، على خلاف المعتقد السائد بأنها عادة فقط عند الفقراء وغير المتعلمين، تعد مقبولة من جميع المستويات في المجتمع المصري، دون اعتبار للطبقة الاجتماعية، أو الخلفية التعليمية، أو الانتماء الديني. ولقياس شيوع هذه الممارسة، أجريت دراسات كثيرة تراوحت فيها النسبة بين 70 و 90 % على مدار السنوات من 1980 إلى 1985[4]

انتشار ختان الإناث في مصر. نتائج الدراسات منذ 1977- 1985

نتائج الدراسة

بدوي 1985

سميث 1980

أسعد 1979

بشار 1979

سعداوي 1977

النسبة

81.6 %

77%

90.8%

70%

81.8 %

حجم العينة

350

125

54

70

16

نوعية العينة

عامة

طلبة

مرضى

مرضى

مرضى

الموقع الجغرافي

القاهرة

الإسكندرة

القاهرة

الاسكندرية

القاهرة

80.5% هي النسبة المتوسطة لختان الإناث في الدراسات السابقة كلها

وقد كشف أحدث مسح ديمغرافي صحي مصري عن نسبة مذهلة لهذه الممارسة على مستوى البلاد كلها بمر للطبقة الاجتماعية، الخلفية التعليمية، أو الانتماء الديني. د بوقعدل 97٪ بين نساء متزوجات ! وبالإضافة إلى هذا، أثبت المسح وجود تأييد واسع الانتشار لهذه الممارسة، مؤكدا أن 87٪ من النساء المصريات يؤيدن استمرارها. و قد أوردت وكالة أنباء أفرول، وهي وكالة مستقلة تغطي القارة الإفريقية أن نسبة الختان في مصر تتراوح بين 86٪ و97٪ ويستمر "ختان" الإناث نتيجة للاعتقاد بأنه سوف "يهدئ النشاط الجنسي للإناث، وهذا ما سوف يضمن طهارة الفتاة، وأنوثتها وصلاحيتها فيما بعد للزواج"[5]

الزواج المبكر والمؤقت

يتراوح معدل سن زواج 11.7 % من النساء المصريات بين 10 و19 سنة ويعد هذا المعدل هو الأقل انخفاضاً في الدول العربية (بحسب تقرير لليونيسيف حول زواج المراهقات في الدول العربية) ويقول نفس هذا التقرير أن 29% من هؤلاء الزوجات المراهقات يتعرضن للضرب على يد الأزواج والأقارب. كما أن زواج "المسيار" و "المصياف" وغيره من أنواع الزواج المؤقت و"السياحي" ينتشر في مصر في مراكز محددة تمارس هذا النوع من "التجارة" وفيه يقوم أثرياء عرب كبار السن بالزواج لوقت محدد (غالباً ما يكون شهور الصيف) بفتيات مصريات مقابل "مؤخر صداق" يتم الاتفاق عليه مسبقاً. وبهذه الطريقة يتكرر الزواج لعدة مرات. غالباً ما يتراوح سن هؤلاء الزوجات بين 13 و 17 سنة.

تأثير الممارسات الخاصة بالنوع على انتشار فيروس نقص المناعة المكتسبة/مرض الإيدز

تبين دلائل عديدة أن العنف ضد المرأة وأشكالا أخرى من التمييز القائم على أساس النوع يزيد من احتمال إصابة المرأة بفيروس نقص المناعة المكتسبة. حيث أن النقص النسبي لدى النساء والبنات في السيطرة على أجسادهن وعلى حياتهن الجنسية، والذي يدعمه ويعززه التمييز الاجتماعي والاقتصادي الذي يعانين منه، يجعلهن مجموعة سهلة التعرض للإصابة بفيروس نقص المناعة المكتسبة/مرض الإيدز. وفيما يلي بعض الممارسات الخاصة بالنوع تزيد من احتمال الإصابة بفيروس نقص المناعة المكتسبة/مرض الإيدز[6]:

1) الاغتصاب

العنف الجنسي عامل رئيسي من عوامل زيادة تعرض النساء لخطر الإصابة بالفيروس. وينطوي الاغتصاب على مخاطرة مرتفعة، ليس فقط نتيجة لنقص استخدام الواقي الذكري ولكن أيضا بمقتضى جرح الأعضاء التناسلية أو الشرج عند المرأة. حتى في غياب جرح ظاهر، يمكن أن يسبب الاغتصاب جروحا ميكروسكوبية في المهبل يمكن أن تكون طريقا غير منظوراً للإصابة بالفيروس.

2) الزواج المبكر

تزيد العوامل التالية من إمكانية التعرض للفيروس في سياق الزواج المبكر: نقص الوعي بمعايير حماية النفس؛ ونقص القدرة داخل العلاقة الزوجية؛ وضغط العائلة على الزوجة لإطاعة الزوج؛ والضغط للبدء في تكوين عائلة الأمر الذي يقلل من احتمال استخدام الواقي الذكري. لذلك فإنه قبل أن تتعلم الفتاة وسائل حماية النفس، يحب أن تكون مستعدة نفسياً لفكرة رعاية النفس وتوكيد الحقوق.[7]

3) تشويه أو بتر العضو التناسلي للإناث

تعرض هذه الممارسة البنات والنساء لخطر متزايد للإصابة بفيروس نقص المناعة المكتسبة من خلال طرق عديدة. أولا، استخدام الأمواس أو السكاكين غير المعقمة قد ينشر العدوى من فتاة إلى أخرى. ثانيا، تشويه العضو التناسلي للإناث يجعل من المحتمل بشكل أكبر، أن تتمزق الأعضاء التناسلية أثناء الاتصال الجنسي. وفي حالات التبزيم (خياطة الفتحة المهبلية)، لا مناص من أن يؤدي الإيلاج إلى نزيف. ثالثا، الصعوبة في الاتصال الجنسي قد تجعل المرأة من غير المحتمل أن ترحب بممارسة الجنس، الأمر الذي سوف يقود بالمقابل إلى عنف أكثر في ممارسة الجنس وربما إلى جنس شرجي غير آمن.

الاكتئاب

تحت عنوان "مقدمة لوباء عالمي جديد" ذكرت الحقائق التالية حول الاكتئاب في النسخة العربية لمجلة نيوزويك (عدد 22يونيو، 2004): الاكتئاب هو ثاني سبب أكثر شيوعا للعجز في البلدان النامية وأو سبب للعجز في كل بلدان العالم (منظمة الصحة العالمية. المعهد القومي للصحة العقلية)[8].

الأسباب الرئيسية للعجز في البلدان النامية:

1- أمراض القلب

2- الاكتئاب أحادي القطب

3- السكتة الدماغية

4- حوادث السيارات

5- تعاطي الكحول

9.9٪

6.1٪

5.9٪

4.4٪

4.0٪

الأسباب الرئيسية للعجز في كل البلدان:

1- الاكتئاب أحادي القطب

2- الأنيميا

3- حوادث الولادة

4- الإفراط في تعاطي الكحول

5- أمراض الرئة

10.7٪

4.7٪

4.6٪

3.3٪

3.1٪

بالنسبة لمصر، فقد وجد أن معدلات انتشار الاكتئاب بين عينات مختارة من سكان الحضر والريف في مصر 11.4٪ و19.7٪، على التوالي. وتكشف مقارنة عبر ثقافية بين مرضى الاكتئاب الغربيين والمصريين عن بعض الاختلافات. ويظهر الاكتئاب بين المرضى المصريين بشكل رئيسي من خلال الاهتياج، وأعراض جسمانية، والخوف الزائد من الأمراض ، وتغيرات فسيولوجية. ويغلف المرضى المصريون شعورهم بأعراض جسمانية متعددة. وقد يكون هذا نتيجة للقبول الاجتماعي للأمراض الجسمانية بشكل أكبر من الأمراض النفسية، والتي يمكن إهمالها أو اعتبارها علامة على أن المرء "ضعيف" العقل أو حتى ما هو أسوأ، أنه مجنون. (Okasha;Gawad & Arafa, 1980 and Okasha 2004)[9] وهكذا فإن عدم القدرة على الكلام عن المشاعر في ثقافاتنا العربية، تؤدي إلى تأخر اكتشاف المرض وعلاجه.

تعد سهولة اكتشاف الاكتئاب وعلاجه جزءً هاماً من مقاربة كلية للتجاوب مع فيروس نقص المناعة المكتسبة/مرض الإيدز حيث أن الاكتئاب يرتبط بالسلوك شديد الخطورة والمخاطرة غير المحسوبة مثل الإفراط في تعاطي الكحول والمخدرات وعدم الرغبة في استخدام وسائل وقاية النفس أو الآخرين في الجنس، وهذا يمكن أن تزيد من نسب حدوث الأمراض التي تنتقل عن طريق الجنس مثل فيروس نقص المناعة المكتسبة/مرض الإيدز بنحو 30% [10]. فكيف يمكن أن تعلم مهارات حماية النفس لشخص يريد أن يموت!

جدير بالذكر هنا أن تقرير الأمم المتحدة قد أوضح أن أقل من 25٪ من المرضى قد حصلوا على العلاج، كذلك أن العقاقير المضادة للاكتئاب خيار شائع وفعال ولكنه مكلف إلى حد ما وأن العلاج بالحديث فعال في 60٪ إلى 80٪ من الحالات. كما يتكيف العلاج بالحديث مع الثقافات المختلفة. وهكذا فإنا المساندة والعلاج الجمعي يمكن أن يشكل بديلاً اقتصادياً متاحاً وقابل للتكرار بين تجمعات الشباب والمراهقين، يسهم في الوقاية من الاكتئاب وسرعة اكتشاف الحالات وعلاجها.

والسؤال الآن في كل هذا، هل للكنيسة دور في هذا؟ هل لملح الأرض مسئولية تجاه هذه العفونة؟ هل لنور العالم دور في مواجهة هذا الظلام؟ أم سوف تظل الكنيسة مهتمة فقط بقضاياها العقائدة التي تفصل بين الطوائف الحركات الروحية المختلفة؟



المحاضرة الثانية من منهاج " الكنيسة والتعافي" للدكتور أوسم وصفي بكلية اللاهوت الإنجيلية بالعباسية فبراير - مايو 2007







[1] Eric Erickson,

[2] F. El-Zanaty. Egypt Demographic and Health Survey 1995-1996. Calverton, Maryland: Macro International

[3](AFROL Gender Profiles (U.S. Department of State, CIA, Mundo Negro) www.afrol.com/categories/women/profiles/egypt

[4] M. Badawi, Epidemiology of female sexual castration in Cairo, Egypt, 1989

[5] (Population Council. NYC, NY. Policy Research Division Working Papers No. 132, 1999, http://www.popcouncil.org/publications/wp/prd/132.html

[6] http://web.amnesty.org/library/Index?ENGACT770842004

4. يوجد درس خاص عن :"الحقوق" في برنامج القلب الواعي.

[8] Newsweek June 22, 2004 Issue.

[9] A. Okasha, Focus on psychiatry in Egypt. In British Journal of Psychiatry (2004) , 185, p. 267

[10] Ronald C. Kessler The Epidemiology of Major Depressive Disorder. In the Journal of American Medical Association JAMA 2003; 289: 3095-3105