Tuesday, March 20, 2007


المحاضرة الثامنة

إدمان الجنس. الخطر القادم للشرق!

الثورة الجنسية في الغرب

في أواخر الستينات وأوائل السبعينات غرف الغرب ما يسمى بالثورة الجنسية. يرجع البعض ظهور هذه الثورة إلى اختراع حبوب منع الحمل سنة 1960 كوسيلة سهلة ومؤكدة لعمل الحمل. آخرون يرجعونها إلى تحرر النساء نتيجة للاستقلال المادّي الذي حصلن عليه بعد دخول أعداد كبيرة منهن إلى سوق العمل بعد الحرب العالمية الثانية.، فريق ثالث يرجع ذلك إلى استمرار تيار التحديث والتصنيع مع بداية القرن التاسع عشر وتناقص المشاعر الدينية وبالذات بعد ثورة التحليل النفسي في عشرينات القرن العشرين الذي أعاد وضع الرغبة الجنسية في بؤرة اهتمام الثقافة والفن والأدب والحياة الاجتماعية. في واقع الأمر تعددت العوامل التي تسببت في الثورة الجنسية، ويعتقد الكثيرون أنه لا يوجد سبب واحد مسئول عن هذه الظاهرة.[1] على أي حال تزايدت الثورة الجنسية خلال الستينات والسبعينات، وتعد سنة 1973 من علامات الطريق حيث في هذه السنة تم اتخاذ قرارين أسهما في تعزيز الثورة الجنسية وهما قرار المحكمة العليا الأمريكية بإباحة الإجهاض وقرار الجمعية الأمريكية للطب النفسي، رفع الجنسية المثلية من الدليل التشخيصي والإحصائي للأمراض النفسية (النسخة الثالثة).

الوضع في الشرق

خلال الثلاثين السنة التي تبعت انطلاق شرارة الثورة الجنسية في الغرب، ظل الشرق محصناً ضد هذا الثورة بسبب العزلة والرقابة الحكومية من ناحية وبسبب تميز الثقافة الشرقية بالميل لالتزام الصمت والسرية في كل ما يتعلق بالجنس. لكننا في السنوات الأخيرة، ربما منذ بداية التسعينات والعجلة تتسارع في اتجاه المزيد من الحرية الجنسية وذلك بتأثير الثورة المعلوماتية التي ألغت عملياً كل أنواع الرقابة التي كانت تمنع وصول الثورة الجنسية إلى الشرق. فقد أصبحت السموات مفتوحة تغج بالقنوات الجنسية والفضاء الألكتروني مزدحم بالمواقع الإباحية على الانترنت وقد دلت إحدى الدراسات أن نحو 80% من محتوى الشبكة الدولية جنسياً.

وتحت ضربات مطرقة الإثارة الجنسية المستمرة على القنوات الفضائية من ناحية و سندان الكبت والفصل بين الجنسين وتيارات الغلو الديني من ناحية، يعاني الشباب معاناة يومية تخرج بين الحين والآخر في صورة إدمانات جنسية سرّية تظهر على السطح بين الحين والأخر كنشاط بركاني يتزايد في الشدة والتواتر في صورة تحرشات جنسية متزايدة بداية من التحرش في زجام المواصلات إلى تلك الحادثة التي تم فيها اغتصاب فتاة في "عز الضهر" في ميدان العتبة، ثم في النهاية وصلت لآخر مداها في ذلك التحرش الجنسي الجماعي الذي تم في شوارع وسط القاهرة في أول أيام عيد الفطر سنة 2006 الذي لم يفرق بين محجبة وغير محجبة بل أننا نشاهد كثيراً في الشوارع هذا المشهد الغريب ــ فتيات يرتدين الحجاب والجينز الضيق معاً! ولعل هذا يفصح إفصاحاً بليغاً عن التيارات المتنازعة في قلوب شبابنا.

إننا محاطون بمظاهر عديدة لإدمان الجنس لكننا نقاوم هذه الحقيقة. نحن نقبل أن يكون هناك مدمنو خمور أو مخدرات لكننا لا نقبل مفهوم إدمان الجنس. ربما نقول"إفراط في الجنس" أو "انحرافات جنسية". لماذا نقاوم مواجهة حقيقة وجود إدمان الجنس وخطورته. يقدم د. باتريك كارنز ثلاث أسباب لهذا الموقف المنكر لحقيقة إدمان الجنس.

1) الجنس ضروري. الجنس ضرورة من ضرورات بقاء الجنس البشري، كما أن الجنس جزء أساسي من هوية الإنسان (ذكر/أنثى) كما أن الجنس احتياج مشروع وحيوي في حياة الإنسان. نحن نشعر بالقدرة على حماية أنفسنا من إدمان الخمر والمخدرات، لكننا نخاف من مواجهة حقيقة أننا معرضون لإدمان الجنس لأننا نخشى ألا نستطيع حماية أنفسنا منه.

2) الجنس قوي. الجنس يبيع المنتجات. الجنس يبني الأسر ويهدئ المزاج. كما أن بعض الأبحاث تشير إلى أن الجنس له تأثير شافي في الكثير من الأمراض.

3) الجنس مخيف. الجنس يبني الأسر، لكنه أيضاً يهدمها. يهدئ المزاج ويثير الغضب بل ويستبب في الجرائم التي تصل للقتل في بعض الأحيان.

ما هي إذاً الأعراض الأساسية لإدمان الجنس؟

يقدم باتريك كارنز[2] هذه العلامات ا لإدمان الجنس. بطبيعة الحال لا ينبغي وجود المظاهر كلها لكي يعتبر الشخص مدمناً للجنس، ولكن (تبعاً لطريقة الدليل الأمريكي للتشخيص المتبعة في تشخيص إدمان المخدرات) يمكن أن يعتبر الشخص نفسه مدمنا إن كانت لديه ثلاث أعراض على الأقل من هذه الأعراض.

1) فقدان السيطرة على السلوك الجنسي وتكرار سلوكيات جنسية خطرة.

جائني أحدهم تملك منه إدمان مشاهدة الجنس على الإنترنت وممارسة العادة السرية لدرجة أنه يمارس هذا في مكان عمله. ممارسة الجنس في مكان العمل أحد أهم أعراض فقدان السيطرة على السلوك الجنسي. عموماً تعتبر ممارسة الجنس في أماكن تعرض صاحبها لخطر الاكتشاف علامة على أن السلوك الجنسي قد أصبح خارج السيطرة.

2) عدم القدرة على التوقف بالرغم من التعرض لمشكلات شديدة بسبب السلوك الجنسي.

سواء كانت مشكلات زواجية أو قانونية أو صحية أو نفسية أو روحية. تقدر شدة المشكلات تبعاً لمعناها بالنسبة للمدمن وتأثيرها في حياته. بعض الزوجات تطلب الطلاق بسب اكتشاف استخدام زوجها للجنس على الانترت بينما تقبل ذلك زوجات أخرى.

3) الرغبة والمحاولات المستمرة للحد من السلوك الجنسي

المحاولات الفاشلة المتكررة للتوقف والسيطرة على السلوك سمة مميزة للسلوكيات القهرية بصفة عامة.

4) الانشغال بالجنس والخيالات الجنسية هي الوسيلة الأولى للتعامل مع الضغوط.

من أهم علامات إدمان الجنس أن مدمن الجنس يفكر في الجنس بشكل تلقائي كوسيلة للتعامل مع الضغوط النفسية كالاكتئاب أو الغضب أو الخوف أو حتى الملل. مدمن الجنس يعتبر الجنس صديقه الأول الذي يلجأ إليه بصورة تلقائية وقت الحاجة.

5) تزايد مستوى الخبرات الجنسية بسبب أن الخبرات الأولى لم تعد كافية.

عند بعض مدمن الجنس تتحول مجرد المشاهدة إلى ممارسة العادة السرية، ثم مع الوقت يبدأ الشخص في ممارسة التلصص لأنه يريد إثارة أكثر من خلال مشاهدة أشخاص حقيقيين، ثم الجنس على التليفون، ثم التحرش في المواصلات ثم الاعتداء الجنسي الكامل وهكذا.

6) قضاء وقت طويل في ممارسات وأتشطة متعلقة بالجنس بدءاً بالحصول على الفرصة الجنسية ثم ممارستها ثم وقت للتعافي من آثارها. ربما يقضي مدمن الانترنت أمسية كاملة أمام الكومبيوتر، أو يقضي مدمن التقاط العلاقات من الشارع ليلة بكاملها حتى ظهر اليوم التالي لمحاولة الوصول إلى هدف جنسي ثم ممارسة الجنس ثم الشعور بالذنب والاكتئاب.

7) التخلي عن الكثير من الأنشطة والواجبات الاجتماعية أو المهنية أو الترفيهية المعتادة بسبب السلوكيات الجنسية. هذا بطبيعة الحال سوف يؤدي إلى مشاكل اجتماعية ومهنية شديدة.

8) تقلبات مزاجية عنيفة متعلقة بالسلوك الجنسي. إثارة ، خوف ، ذنب ، اكتئاب ، ندم ، يأس، غضب. الخ.

يضيف مارك لاسر[3] بعض الأعراض الأخرى مثل:

1) الإحساس بالأحقية. كثير من مدمني الجنس يشعرون بأحقيتهم لهذا النوع من "الترفيه" لأنهم يعملون كثيراً، أو لأن الزوجة لا تفي باحتياجاتهم الجنسية. الخ.

2) استخدام الجنس كمكافأة

3) استخدام الجنس كأداة لتحقيق السيطرة وممارسة القوة. يحدث هذا من خلال العنف الجنسي (أكثر من 50% من المعتدين جنسياً مدمنين جنس).

مستويات إدمان الجنس

في كتابه " خارج الظلال" ، يقدم باتريك كارنز ثلاث مستويات من إدمان الجنس، قد يظل الشخص في هذا المستوى وتظهر فيه أغلب أعراض إدمان الجنس السابقة . و.لكن بطبيعة الحال المستويات الأعلى من الإدمان تصل بالشخص إلى إدمان الجنس بشكل أسرع.

المستوى الأول (إدمان جنس "طبيعي")

1) الخيال الجنسي. التخيلات الجنسية أو أحلام اليقظة الجنسية. قد يظل هذا هو الإدمان الو

2) العادة السرية. في حد ذاتها يمكن أن تتحول إلى إدمان يمنع المدمن من الاستمتاع بالجنس الطبيعي في الزواج. لكونها متاحة أكثر من الزوجة، يصل ممارسها إلى ذروة الإشباع بسرعة، كما أنها توفر قدر من الاحتكاك أكبر من المتاح في الجنس الطبيعي. كما أن إدمان الصور الجنسية والخيال الجنسي يشكل مع إدمان العادة السرية نوع من التغذية المتبادلة فكل منهما يقوي الآخر.

3) إدمان الجنس التجاري (في مقابل المال)

ليس بالضرورة عندما تزداد شدة الإدمان، أن يتخرج المدمن من إدمان العادة السرية إلى إدمان الجنس التجاري فهذا لا يعتمد على شدة الإدمان بقدر ما يعتمد على عوامل شخصية ونفسية. فالشخص المنطو قد يظل طوال العمر مدمناً للعادة السرية فقط ويصل فيها إلى شدة إدمان عالية جداً دون أن يتحول للجنس التجاري مثلاً.

4) العلاقات الجنسية المستمرة.

من علاقات عابرة بالجنس التجاري إلى علاقات جنسية مستمرة

5) ممارسة الجنس مع مجهولين.

يعبر أحدهم عن هذا النوع من الإدمان بقوله أنه بمجرد أن يعرف اسم الشخص، تتبخر الرغبة الجنسية في الحال! يحدث هذا بصورة كبيرة في الجنس المثلي.

المستوى الثاني (إدمان جنس غير طبيعي)

1) التعلق بأشياء أو سلوكيات Fetishes

يصف د. جون موني 350 نوع من الأشياء والسلوكيات المثيرة للتعلق الجنسي.

2) الاستعراض

في هذا النوع من إدمان الجنس، يدمن الشخص رد الفعل الإيجابي الذي يظهر على ضحاياه عندما يستعرض جسمه أمامهم. وصف أحدهم الثقافة التي نعيشها، فيما يتعلق بالملابس المثيرة، أننا نعيش ثقافة استعراضية.

3) التلصص الجنسي

في هذا النوع من الإدمان الجنسي، يدمن الشخص مشاهدة آخرين عراة أو يمارسون الجنس. يشتمل هذا على التلصص من النوافذ أو استخدام المناظير المكبرة.

4) التلامس في الزحام

إدمان لمس الأعضاء الجنسية للآخرين في الزحام (المواصلات)

5) الجنس بالتليفون/ أو الانترنت

إدمان المكالمات الجنسية أو الدردشة الجنسية على الانترنت

6) إدمان الجنس مع الحيوانات

المستوى الثالث (الاعتداء الجنسي)

1) الاغتصاب

2) زنا المحارم

3) التحرش الجنسي

4) ممارسة الاغتصاب السلطوي. اغتصاب ليس باستخدام القوة الجسدية وإنما باستخدام السلطة مثل السلطة الأسرية أو سلطة صاحب العمل (يحدث هذا في صورة مصغرة من خلال الاستغلال الجنسي الذي يمارس المدير أو صاحب العمل مع مرؤسيه. راجع ما كان يفعله صاحب محل الملابس مع العاملات في رواية عمارة يعقوبيان).

ليس كل المعتدين جنسياً مدمني جنس ولكن هناك نسبة حوالي 50% منهم مدمني جنس. أما النصف الثاني فيمارس الاعتداء الجنسي لأسباب أخرى أغلبها يتعلق بالغضب والعنف وممارسة السلطة والسيطرة.

تكوين النظام الإدماني

مرحلة البداية

في البداية، من الصعب، إن لم يكن من المستحيل التفريق بين السلوك الجنسي المؤدي لإدمان الجنس من أي سلوك جنسي عادي. التجارب الجنسية المبكرة المدفوعة بالفضول والرغبة في الاستكشاف أمر طبيعي في إطار النمو الجنسي النفسي أما بالنسبة لمدمني الجنس، فإنهم يروون أن هذه الخبرات بالنسبة لهم كانت "شديدة" وكان الجنس يبدو أكثر أهمية بالنسبة لهم بالمقارنة بأقرانهم. كما أن مدمني الجنس يتذكرون أنه في البدايات لم تكن الاستثارة الذاتية، بالنسبة لهم مجرد استكشاف للنفس، وإنما كانت وسيلة لتخدير الألم النفسي وطريقة للتعامل مع ضغوط ومشكلات الحياة. ليس بالضرورة أن يكون التاريخ الجنسي المبكر لمدمني الجنس مليء بالخبرات أو الإساءات الجنسية ولكن غالباً ما يكون هناك مواقف من الضغط النفسي الشديد واللذة الجنسية الشديدة. هذين العاملين يشكلان نمطاً قوياً من استخدام اللذة الجنسية لتخفيف الضغوط.

البيئة المحفزة

تتميز البيئة المحفزة لنمو الإدمان الجنسي بالسمات التالية:

- الضغوط الشديدة. توقعات الأداء المبالغ فيها (دراسياً أو خلافه)

- الملل والكثير من وقت الفراغ.

العامل المشترك الأعظم بين هذه البيئات هو وجود الكثير من الشك في نفس وضعف الثقة بها. والقلق. عموماً الوجود في بيئة تتميز بالمفارقة extremes وعدم التوقع يشكل حجر الزاوية في بناء كل أنواع الإدمان. بحيث يمد الإدمان صاحبه بحل مؤقت وإحساس سريع بالهدف والقصد والاستقرار. لذلك فإن القلق و السيطرة عليه هما موضوعان محوريان في نمو الإدمان وبالتالي قضيتان أساسيتان في علاجه.

الأحداث المحفزة

تندرج الأحداث المحفزة إما تحت أحداث الهجروالإهمال أو الأحداث الجنسية. غياب الأب جسدياً أو نفسياً يمكن أن يكون أحد أحداث الهجر والإهمال التي توصل رسالة عدم قيمة وبالتالي شك مزمن في النفس. غياب الزوج في العمل أو الزوجة في الحمل والولادة يمكن أن يكون من هذه الأحداث المحفزة. لذلك من المهم بالنسبة للمعالج أن يحدد هذه الأحداث ويكتشف ما أدت إليه من أفكار تسبب الشعور المزمن بالشك وضعف الثقة في النفس ويحاول تغيير هذه الأفكار. أما بالنسبة للأحداث الجنسية، هناك أحداث جنسية ربما تكون تمت مبكراً في عمر مدمن الجنس، مثل اعتداء جنسي أو ممارسة جنسية أو مشاهدة منظر جنسي أو التعرض لأحد أنواع الإثارة الجنسية. هذه الأحداث من الممكن أن تحفز على بدء النظام الإدماني.

مرحلة التأسيس

هذه المرحلة هي مرحلة تأسيس نمط إدماني خاص ومحدد. أول علامة على تأسيس النظام الإدماني هو انتظام الفعل الإدماني بشكل متوقع. جزء أساسي من السلوك الإدماني المتأسس هو ظهور الدائرة الإدمانية بأجزائها الأربعة المتتالية وهي:

- الانشغال

- الطقوس

- السلوك الجنسي القهري

- الخزي واليأس

الانشغال بالجنس

عندما تكون أفكار المدمن مركزة على السلو ك الإدماني بحيث تدور حياته كلها حول هذا السلوك. فتتعلق به مشاعره وخيالاته وذكرياته وآمالة كلها. كل عابر أو عابرة يمكن أن يكون "هدف" جنسي. مدمن الجنس بسبب انشغاله الذهني بالجنس طوال الوقت، يُدخل كل من يصادفهم في "برنامج مسح شامل" لتحديد من يصلح كهدف جنسي. هذا الانشغال الفكري عند مدمن الجنس من الممكن أن يثيره بدون ممارسة السلوك فعلياً. هذا الانشغال يؤدي إلى ضعف الانتاجية في العمل والحياة وإضاعة الكثير من الوقت والجهد. بمجرد الوصول لحالة الانشغال الفكري القهري هذه يكون المدمن قد فقد السيطرة بالفعل ويبدأ في الطواف بحثاً عن هدف جنسي. يقول أحد مدمني التقاط النساء من الشوارع أنه بمجرد أن يبدأ في التفكير، يبدو الأمر كما لو كانت السيارة لها عقل خاص بها فلا يمكن التوقف. للتعافي من إدمان الجنس، من الضروري إدراك الأوقات أو الأحداث أو الأماكن أو المواقف التي تشعل شرارة هذه الحالة من الانشغال الفكري.

يقول أحد مدمني العادة السرية والصور الجنسية، أنه تعود أن يدخل إلى هذه الحالة بمجرد أن يصبح بمفرده في المنزل، حتى وإن لم يكن قبل ذلك يفكر في الجنس. مجرد إدراكه أنه أصبح وحيداً في المنزل، يشعل هذا شرارة الانشغال الجنسي كما لو كان شيئا ما يفرض عليه الفعل الجنسي.

الطقوس

يزيد المدمنون من انشغالهم الفكري من خلال بعض الطقوس الخاصة بالممارسة. هذه الطقوس من شأنها توقية الإحساس الجنسي. هذه الطقوس ربما تكون دخول مدمن العادة السرية إلى متجر للمجلات الإباحية، غالباً ما تتضمن الطقوس، أماكن معينة مثل المتاجر أو المصاعد، أو تتضمن ذلك "الطواف" cruising الذي يقوم به مدمن الجنس في الشوارع لالتقاط عاملات بالجنس التجاري. أحياناً تتضمن الأفلام السينمائية أو المجلات، أو ملابس معينة أو الكحوليات أو المخدرات. أو جلسة معينة أو درجة إضاءة معينة. ربما تكون الطقوس سلبية مثل الدخول في شجار للشعور بالغضب وبالتالي التنفيس عنه بالسلوك الجنسي أو الإغراق في العمل والإجهاد للشعور باستحقاق "الترفيه الجنسي". يمكن أيضاً أن يكون الشعور بالخطر أحد الطقوس التي تزيد من الإثارة (هذا يفسر السلوكيات الخطرة التي يمارسها بعض مدمني الجنس التي تعرضهم للاكتشاف).

الطقوس، مثل الانشغال، من الممكن أن تدخل المدمن في الإثارة الجنسية الشديدة. كما أنها تتميز بأنها حالة من "الغيبة" trance-like. خلالها لا يستطيع المدمن أن ينتبه لأي شيء بما في ذلك خطر الاكتشاف. (هذا يفسر أن مركتبي جرائم الاغتصاب المتعددة لا يغيرون طريقتهم، حتى وإن كان هذا يؤدي لسهولة اكتشافهم والقبض عليهم، لأن هذه الطريقة هي جزء من طقوس العملية الجنسية نفسها).

السلوك الجنسي القهري

السلوك القهري أو الإدماني هو السلوك الخارج عن السيطرة out of control يتعتبر تعريف فقدان السيطرة بالنسبة لإدمان الجنس صعباً وذلك لتعدد الممارسات والسلوكيات الجنسية، فلا توجد ممارسة أكثر خروجاً عن السيطرة من غيرها، ولا حتى التواتر هو العنصر المحدد للإدمان. فقدان السيطرة أو "القهرية" تتحدد عندما يتعارض السلوك الإدماني مع أمور ذات قيمة عليا عند الشخص ولكنه يظل يمارس هذا السلوك. عندئذ يكون السلوك الإدماني قد احتل عند صاحبه قمة سلسلة الأولويات. عندئذ يكون الشخص لديه علاقة مرضية مع سلوك مغير لمزاجه

على سبيل المثال عندما يمارس شخص ما العادة السرية خمس مرات في اليوم وهو لا يرى فيها مشكلة ليس مثل الذي بالنسبة له ممارسة العادة السرية ولو مرة في اليوم خطيئة كبيرة لكنه يمارسها على أي حال. الشخص الثاني فاقد للسيطرة أكثر من الأول.

في بعض الأحيان تكون مسألة التواتر خداعة فبعض حالات إدمان الجنس تأخذ طابع نوبات الانغماس binges لكن على أي حال تأخذ نوبات الانغماس أيضاً نمطاً. على سبيل المثال، ربما تستمر النوبة لمدة 5- 10 أيام من الإفراط في السلوك القهري ثم فترة توقف لمدة عدة أسابيع. عندما يدخل المدمن في فترة تأسيس السلوك الإدماني يصبح هذا النمط أكثر انتظاماً ويمكن توقعه. عندما يكون النمط صعب التحديد يمكن أن يحاول المدمن متابعته من خلال كتابة يوميات.

الخزي واليأس

بعد مشاعر اللذة والإثارة في مرحلة الإنشغال والطقوس و قمة النشوة في مرحلة السلوك القهري، يهبط المدمن إلى قاع الخزي واليأس والشعور بالعزلة. مشاعر الخزي واليأس هي الوصلة التي تصل الدائرة المفرغة في كل أنواع الإدمان حيث يهرب المدمن من مشاعر الاكتئاب الناتجة من سحب "المخدر" من خلال البحث عن النشوة مرة أخرى وتدور الدائرة.

الإطار الأوسع للنظام الإدماني

الدائرة الإدمانية هي جزء من نظام إدماني أكبر يتكون من ثلاث عناصر أخرى بخلاف الدائرة الإدمانية وهم:

- منظومة المعتقدات Belief System

- أخطاء التفكير Impaired Thinking

- عدم القدرة على إدارة الحياة Unmanageability

القوة المحركة للنظام الإدماني هي منظومة المعتقدات الخاطئة التي هي بمثابة العدسة التي ينظر بها المدمن للعالم. وهي تحتوي على كل الرسائل والمعلومات والاستنتاجات عن النفس وكل القوانين الأسرية والمعاني والحقائق والتخمينات والتحيزات التي جمعها المدمن خلال حياته وخبراته. بعض من هذه المعتقدات من الممكن أن تكون ثقافية أو اسرية مثل:

- المرأة هي المسئولة عما يفعله الرجل معها جنسياً.

- لا يجب الاستمتاع بالجنس (هذا النوع من الكبت الجنسي في الأسرة يمكن أن يكون عاملاً من عوامل نشأة إدمان الجنس).

- الرجل كائن جنسي أكثر من المرأة؟

في الأسر المريضة، يتعرض الأطفال للأهمال أو للإساءات، كما أنهم لا يتلقون احتياجاتهم من الرعاية والدعم. هذا يجعلهم يعتقدون أنهم بلا قيمة أو أهمية، وبالتالي لن يحبهم أو يهتم بهم أحد. هذا الاعتقاد يدمر قدرتهم على الثقة بالآخرين أو بالحياة عموماً. و شيئاً فشيئاً يتكون عندهم معتقد أساسي يقول: لكي تعيش في هذه الحياة، يجب أن تكون مسيطراً." الثقة هي التي تجعلنا نستطيع أن نتخلى عن السيطرة. وكلما تناقصت الثقة، كلما ازداد الميل للسيطرة.

الجنس يمثل أسلوباً للسيطرة، كما أنه من الممكن أن يكون بديلاً مزيفاً أو مؤقتاً عن الحميمية والرعاية والحنان، لذلك يتكون اعتقاد لدى مدمني الجنس أن الجنس هو احتياجهم الأساسي وصديقهم الوفي الوحيد.

كما أن فقدان السيطرة وعدم القدرة على إدارة الحياة الذي يحدث بسبب السلوك الجنسي القهري يزيد من الاعتقاد السائد بعدم القيمة. لذلك فإن خبرة القبول والاحترام التي يحصل عليها المدمن (من فرد أو جماعة مثل اجتماعات المدمنين) لها دور كبير في تصحيح هذه المنظومة الخاطئة وعكس اتجاه الدائرة نحو الشفاء

إنطلاقاً من منظومة المعتقدات الخاطئة تنبع طرق التفكير الخاطئة مثل الإنكار والتبرير وخداع النفس، أو لوم الآخرين.

كل الرجال هكذا

كل النساء يريدون الجنس في آخر المطاف

الجنس هو لغة الحب الحقيقية

أستطيع أن أتوقف في أي وقت، لكن أنا لا أريد أن أتوقف

هناك أسباب بيولوجية تمنعني من التوقف. أنا مولود "جنسي" أكثر من غيري

لكن بالرغم من كل هذه الحيل، فإن الواقع يتسلل إلى وعي المدمن من خلال المشكلات التي تحدث. العزلة وكسر العلاقات، القلق والاكتئاب، انخفاض الانتاجية والتأجيل وهكذا يدخل المدمن في العنصر الثالث وهو عدم القدرة على إدارة الحياة الذي يؤدي إلى الكثير من الكذب والحياة المزدوجة والخوف المستمر من الاكتشاف. هذا يؤدي إلى مزيد من التآكل في الإحساس بالنفس ومفهوم النفس الذي بدأ بالأحداث المحفزة التي حدثت في البداية. هذه المشاعر السلبية بدورها هي وقود الإدمان. هنا يصبح النظام الإدماني نظاماً مغلقاً بداخله طاقة استمراره ويحافظ لنفسه على انتظامه وأولويته على أي شيء في الحياة.

العلامات الدالة على تأسيس النظام الإدماني:

1) الانشغال بالجنس هو الطريقة الروتينية للتغلب على المشكلات. عند الإحباط أو الوحدة أو الملل أو الغضب، الانشغال بالجنس هو وسيلة التأقلم الأولى.

2) ظهور طقوس تسبق السلوك القهري.

3) انتظام السلوك القهري سواء بصورة مستمرة أو في صورة نوبات من الاستغراق binges

4) يصبح للسلوك الإدماني الأولوية على أي شيء آخر.

5) نوبات من الاكتئاب، تليها محاولات للإقلاع.

6) مظاهر عدم القدرة على إدارة الحياة في العلاقات والعمل والحالة النفسية

7) حيل دفاعية وأخطاء في التفكير تشوه الواقع.

بعد تأسيس النظام الإدماني، يتحرك الإدمان نحو درجات أكبر من شدة الإدمان.

إدمان الجنس والإنترنت[4]

يمكننا تقسيم استخدام الجنس على الإنترنت إلى قسمين كبيرين:

1) الاستخدام الترفيهي

2) الاستخدام الذي يشكل مشكلة

1) الاستخدام الترفيهي

تندرج تحت هذه الفئة فئتان، وهما الاستخدام الترفيهي المناسب والاستخدام الترفيهي غير المناسب. في حالة الاستخدام الترفيهي المناسب، يستطيع المستخدم أن يستكشف المواد الجنسية الموجودة على الانترنت دون وجود علامات دالة على أن هذا السلوك يمثل مشكلة بالنسبة له. ربما يستخدمه المرء، لزيادة فاعلية أداءه الجنسي الطبيعي. أما الاستخدام غير المناسب، فيحدث عندما يستخدم الشخص المواد الجنسية لاقتحام حياة آخرين وإحراجهم. عموماً الذين يستخدمون الجنس استخداماً ترفيهياً لا يحاولون إخفاء ذلك عن الآخرين. بينما من يستخدمون الجنس على الانترنت استخداماً قهرياً يحاولون بشتى الطرق إخفاء سلوكهم هذا عن الآخرين.

2) الاستخدام الذي يشكل مشكلة

تحت هذه الفئة يندرج الاشخاص الذين يشكل استخدامهم للجنس على الانترنت مشكلة بالنسبة لهم ومنهم:

- المُستَكشِفون

وهؤلاء لم تكن لديهم مشكلة في استخدام الجنس على الانترنت أو لديهم أي تاريخ من المشاكل في السلوك الجنسي. لكنهم يستخدمون الجنس على الانترنت بطريق الاستكشاف. هؤلاء من الممكن أن يستغرقوا في قضاء ساعات طويلة، كما أنهم قد يعرضوا أنفسهم لمفاجآت وعلاقات غير محسوبة.

- المُعَرَّضون

هؤلاء يختبرون أول ممارسة جنسية خارج السيطرة عن طريق الانترنت بعد فترة من الاشغال الفكري بالجنس دون وجود جرأة التنفيذ. مثل هؤلاء يمكن للانترنت أن يعرضهم إلى المزيد من السلوك الجنسي القهري خطورة الانترنت بالنسبة لهؤلاء هو أنه من الممكن من خلال الأمان النسبي الذي يقدمه،

أن "يستدرجهم" إلى تجاوز الحدود التي ربما يكونوا قد وضعوها لأنفسهم.

- المدمنون life-long sexually compulsive

هؤلاء الذين كانوا يعانون طوال عمرهم من سلوك جنسي قهري. ربما كانوا يعانون من ممارسة العادة السرية بصورة قهرية أو التلصص أو الجنس التجاري أو الاستعراض أو غير ذلك. بالنسبة لهؤلاء يوفر الانترنت مجالاً جديداً بالنسبة لهم لممارسة سلوكياتهم القهرية.

قوة الانترنت[5]

تكمن قوة الجنس على الانترنت cyber sex في أمرين:

الأول: قوته كمحرك للسلوك القهري

الثاني: قدرته على زيادة عزلة المدمن

الثالث: تأثير الجنس على الانترنت على ما يسمى بنماذج الإثارة arousal templates

أولاً: بالنسبة لقوة الجنس على الانترنت كمحرك للسلوك القهري ، تتضافر ثلاث صفات تجعل منه مثير شديد القوة للسلوك الجنسي القهري. يمكن الإشارة لهذه الصفات الثلاثة بالاختصار (3 م)

· ممكن الوصول إليه

يمكن الوصول للأنترنت بسهولة شديدة بسبب تقنيات نقل المعلومات والصور الآخذة في التطور (يمكن الدخول على أي موقع على الانترنت من خلال تليفونات محمولة لا يزيد حجمها عن نصف الكف، وبالتالي في أي مكان).

· متاح مادياً

صحيح أن كثير من المواقع تطلب مقابل مادي للدخول عليها. لكن هناك العديد من المواد متاحة مجاناً.

· مجهول الهوية

إمكانية الدخول بدون التعرف على شخصية المستخدم تجعل الانترنت يوفر نوع من الأمان، الذي يسهول عبور الحدود الأخلاقية التي يضعها الشخص لنفسه وبالتالي يسهل
"استدراجه" لمزيد من السلوك الجنسي القهري على الانترنت أو ربما في الواقع.

ثانياً: أما بالنسبة للعزلة، فإن الانترنت يقوي من بعض الحيل الدفاعية التي يستخدمها من نشأوا في أسر مضطربة ومسيئة وجدانياً.مثل الانفصال عن الواقع والحياة في عالم مزيف، وبالتالي تزداد عزلة المدمن وفقره في المهارات الاجتماعية أو البين شخصية social and interpersonal skills كما أن العزلة تزيد أيضاً من فقر الثقة وتغذي المعتقدات السلبية عن النفس التي هي المحرك الرئيسي للإدمان.

نماذج الإثارة Arousal Templates و تأثير الانترنت

يتسم البشر بأنهم كائنات تعتمد في سلوكياتها على خلق الأنماط والبحث عن الأنماط والنماذج المتكررة في الحياة بوجه عام. نموذج الإثارة الجنسية هو نمط خلقناه بصورة لا واعية خلال فترة نمو شخصياتنا. يشتمل نموذج الإثارة لدى كل إنسان على ما يثيره ويدفعه للتفاعل الجنسي.

كيف يتكون ثموذج الإثارة؟

بالرغم من أننا غير متأكدين تماماً من الطريقة التي يتم بها تكوين هذه الأنماط، إلا أننا نعلم أن عملية تكوين النموذج الجنسي عملية معقدة تشتمل على عناصر متعددة مثل:

· عناصر بيولوجية وفسيولوجية ووراثية.

· الخلفيات العرقية والثقافية والدينية.

· التاريخ الأسري.

· خبرات الإساءة والاستغلال الجسدي والنفسي والجنسي.

· خبرات الحياة العامة

· التاريخ الجنسي (خبرات التعرض للإثارة الجنسية والسلوك الجنسي على مر سنوات العمر).

تشير أحدث أبحاث علم الأعصاب أن هناك احتمالاً كبيراً أن يؤثر السلوك الذي نسلكه على تركيب المخ، وبالأخص المسارات والوصلات العصبية

التعرف على المثيرات الجنسية

بعض من السلوكيات في حد ذاتها ليست جنسية لكنها ممكن أن تكون مثيرة للانشغال الفكري بالجنس. مثل التواجد أمام محل يبيع المجلات الجنسية أو البقاء وحيداً في المنزل أو الذهاب إلى بار، أو غير ذلك. أي سلوك كان سابقاً أو مصاحباً للإثارة الجنسية من الممكن أن يتحول إلى محرك للإثارةالجنسية trigger

العلاقة بين نموذج الإثارة الجنسية والتعرض للإساءة الجنسية

الطفل الذي شعر بالخوف واللذة في نفس الوقت أثناء التعرض للإساءة الجنسية، يظل يشعر بنفس المشاعر كبالغ مما يجعله يبحث عن نفس الخبرة أو خبرة مماثلة. الطفل الذي تعرض لمشهد جنسي فاضح في سن مبكرة يشعر بالرهبة والصدمة، لكنه يشعر بلذة خفية. هذه المشاعر تولد نموذج إثارة لدى الطفل تجعله يحاول بشكل لا واعي أن يكرر هذه الخبرة بأي صورة الممكنة. الطفلة التي تعرضت للانتهاك الجنسي كطفلة ربما اختبرت بجانب الشعور بالخوف والذل والمهانة، إحساساً مثيراً بالسيطرة بسبب أن الرجل الذي كان ينتهكها جنسياً كان يفعل كل ما تريد لكي توافق أن تسمح له بأن يفعل معها ما كان يفعله. ربما بعد أن كبرت تحاول أن تكرر نفس موقف السيطرة هذا من خلال ممارسة الجنس في مقابل مبالغ كبيرة من المال. ربما يضاف إلى ذلك عنصر من الانتقام والتعبير عن الغضب المكبوت من الرجال. بعض ممن تعرضن في الطفولة للانتهاك، يشعرن بلذة أن تجعل يصل إلى قمة الإثارة الجنسية ثم ترفض ممارسة الجنس معه.

لحظة النشوة

ربما نظن أن لحظة النشوة الجنسية مربتطة فقط بالجماع أو الوصول للذروة، لكن الحقيقة أن هناك أكثر من لحظة نشوة يمكن أن يشعر بها الإنسان وذلك بحسب نموذج الإثارة الخاص به. كما ذكرنا لتونا، يمكن أن تكون لحظة النشوة بالنسبة للبعض، الشعور بالسيطرة أو بالإغواء ثم الترك أو ربما تكون لحظات النشوة مرتبطة بسلوكيات خاصة مثل الربط أو إذلال شخص آخر أو التعرض للإذلال من شخص آخر. أو مشاهدة آخرين/أخريات عاريات بدون علمهن.

من سمات الانترنت، أنه قادر على إمداد كل أنواع مدمني الجنس بلحظات النشوة الخاصة بهم حسب الطلب و في الوقت الذي يريدونه ودون أدنى مجهود من خلال الصور وغرف الدردشة و غير ذلك. عموماً يساعد الانترنت على إثارة الناس بطرق لم يتعودوها من قبل بشكل لا تسمح به ثقافاتهم أو ظروف حياتهم مما يجعله أقوى مؤثر في تشكيل نماذج الإثارة لدى كل البشر سواء تعرضوا لأحداث محفزة في طفولتهم أم لا وسواء عاشوا في أسر مضطربة بها إساءات نفسية أو جنسية أو غير ذلك.

يمكننا أن نلخص تأثير الانترنت على إدمان الجنس في النقاط التالية:

1) توريط الأشخاص المعرضين لإدمان الجنس في سلوكيات إدمانية تساعدهم على كسر الحدود التي وضوعها لأنفسهم للممارسة الجنسية.

2) سهولة الإتاحة وسرية الاستخدام تدفع الكثيرين كرد فعل للضغوط النفسية نحو تجريب الجنس على الانترنت وتعريفهم بنماذج إثارة لم يعرفوها وربما يتورطون في الانشغال بها بشكل قهري.

3) سهولة أن يجد كل إنسان نموذج الإثارة الخاص به بكثافة شديدة.

4) سهولة الربط بين نموذج الإثارة والوصول للذروة الجنسية بسبب إمكانية ممارسة العادة السرية أثناء مشاهدة نماذج الإثارة هذه.

5) يزيد الجنس على الانترنت من عزلة البعض مما يزيد من إضعاف مهاراتهم الاجتماعية وشعورهم بالقلة والدونية.

أحد مدمني الحنس على الانترنت، بسبب التواصل لسنوات طويلة من خلال الكتابة على الكومبيوتر في غرف الدردشة، فقد القدرة على التواصل الشخصي للدرجة التي لم يعد فيها قادراً على تكوين جملة مفيدة للآخرين. كلما يحاول التواصل، يجد نفسه يخرج من موضوع ليدخل في موضوع آخر دون إكمال جملة واحدة مفيدة. بعد سنوات من العلاج النفسي الجماعي، بدأ يستعيد قدراته التواصلية.

6) سهولة تعريف الأشخاص المتشابهين ببعضهم البعض وعمل علاقات جنسية قهرية.


[1] Alan Petigny, "Illegitimacy, Postwar Psychology, and the Reperiodization of the Sexual Revolution" Journal of Social History, fall 2004

[2] P. Carnes, Don’t Call it Love. Recovery from Sexual addiction, (N.Y: Batam books), 1991 p. 11-12

[3] M. Lasser, Healing the Wounds of Sex Addiction,

[4] P. Carnes, In the Shadow of the Internet

[5] Sy Rogers

No comments: