Sunday, February 18, 2007

Spiritual Anorexia فقدان الشهية الروحي


فقدان الشهية الروحي

أتذكر أول مرة سمعت فيها بعض الناس ممن يعانون من فقدان الشهية للطعام جعلني اشعر بالحيرة الشديدة من نحو الفكرة ككل. لماذا يرفض هؤلاء الأكل؟ هل يرفض بعض الناس الطعام حتي و إن كانوا يشعرون بالجوع ؟ لماذا يرفضون الطعام و هم يتضورون جوعا؟ لكن هذه هي حيث يرفض هؤلاء الرعاية و الاعتناء بجسدهم . من المثير للسخرية أن رفضهم لهذه الرعاية الجسدية هي بمثابة الأساس أو الأمان الحقيقي الذي يبنون فوقه حياتهم . فهم يعتبرون الطعام عدوا لهم حتي أن بعضهم قد يخاطرون بالموت جوعا و هم في مكان ملئ بشتى أنواع الطعام في البداية لم استطع الاقتناع بهذه الفكرة.

عندما أعود بذاكرتي الوراء أتذكر أول رد فعل لي من نحو هذا الأمر فيزداد اندهاشي مرة تلو الاخري عندما استمع إليه من الآخرين . استطعت عبر السنوات أن أفهم أن فقدان الشهية للطعام هي للأسف عملية خفية و مستمرة و ليست قاصرة علي كونها مشكلة بالنسبة لمن يرفضون تناول الطعام أي رفض تقديم الرعاية الأساسية لجسدهم. إن الدافعية التي تختبئ تحت سطح فقدان الشهية هي العملية المستمرة لها حيث تبدو بمثابة خطر اكبر بكثير من مجرد فقدان الشهية فالأمر لا يقتصر فقط علي تناول الطعام بل المشكلة أكبر من ذلك.

فكما يعتاد البعض علي رفض مبدأ الرعاية الجسدية فهناك آخرون يرفضون الرعاية الروحية أيضا. فبدلا من أن نحيا في عالم يملئه الحب و الرحمة الإلهية نجد أنفسنا نتضور جوعا لحب الله. لماذا إذا يرفض البعض حب و رحمة الإله التي هي متاحة لنا جميعا؟ لماذا نقاوم الله إذا كما لو كانت حياتنا مبنية و مؤسسة علي هذه المقاومة ؟ لماذا نحيا أحيانا و كأن الله هو عدونا فنرفض عنايته الروحية – حتي أننا أحيانا نصل لحد الموت الروحي ؟

بعض الصور البلاغية عن فقدان الشهية :

بما أن حقيقة فقدان الشهية هو أمرا قد حير الجميع فقد وجدت انه من الأفضل تقديم بعض الصور البلاغية لدوافع هذه العملية المستمرة. سوف اعرض عليكم في الفقرة التالية ثلاث صور لأطفالا حديثي الولادة يشعرون بالجوع. هذه الصور البسيطة ستساعدنا علي فهم الشعور الذي يلحق بعملية فقدان الشهية .

طفل سعيد:

الصورة الأولي هي لطفلة حديثة الولادة سنها تسعة اشهر تنام بسلام. هي تبدأ الآن في الشعور بالجوع و لكنها لا تعلم أنها تشعر بالجوع. تشعر بالتدريج بان هناك شيئا مزعجا . بعد لحظات تبدأ في التلوي قليلا ثم تصدر بعض الأصوات المزعجة و هذا كله قبل البدء في البكاء. ثم تصبح هذه الأصوات أكثر انزعاجا و حركات الجسم أكثر سرعة ثم تطلق صوتها في البكاء. هذه الطفلة يتزايد مجهودها بالتدريج محاولة التعبير عن احتياجاتها. إن كان لديها عائلة منتبهة لاحتياجاتها فسنجدهم يبدأن بحل المشكلة من أول مرة عندما تبدأ تتلوي فنجدهم يلتفون من حولها و يلقون بعض الأسئلة فيما بينهم هل هي تحتاج لان تغير حفاضتها ؟ هل هي تشعر بالنعاس؟ هل تريد أن تأكل ؟ و كلما تتزايد جهود هذه الطفلة بالتدريج نجد أيضا تزايدا في مجهود عائلتها لسد احتياجاتها الملحة. نجد أن تزايد جهود الطفلة للتعبير عن احتياجاتها و تزايد جهود عائلتها للانتباه لهذه الاحتياجات يتماشيان معاً وبالتالي يتم تمييز الاحتياج من قبل الأهل ثم إشباعه. نحن كبالغين نشبه هذه الطفلة. بعض منا يستطيع بسهولة أن يميز احتياجاته وبالتالي يحاول أن يسددها بطريقة فعالة. و لكننا أحياناً نمضي وقتا طويلاً في التعرف علي احتياجاتنا. إذا كنا نعيش في مجتمع ينتبه لهذه الاحتياجات فسوف نجد هذه العملية تنجز سريعا. فعندما نعبر عن احتياجاتنا و نجد من يسددها أو يقبلها فحينئذ نجد الرعاية الجسدية و العاطفية و الروحية تبعا لنوع و طبيعة هذه الاحتياجات. و لكن الآن لديّ بعض الشكوك أن هناك من يقول ," هذه الصورة للطفلة السعيدة ما هي إلا صورة غير واقعية. على الأقل هي لا تعبر عن حياتي." هناك القليل جدا منا الذين يختبرون هذه العملية بتلك البساطة ـــــ معرفة الاحتياج ثم التعبير عنه ثم تسديده. فان كانت حياتنا بهذه البساطة لكنا اسعد الناس الآن. و لكن يوجد الكثير منا الذين وجدوا أن هذه العملية برمتها مسالة معقدة جدا. هناك العديد من الأشياء التي يمكن أن تعترض هذه الطريقة البسيطة و الصحية. الصورتان التاليين سوف يساعدونا أكثر علي توضيح معظم تلك الصعوبات الشائعة.

الطفل النرجسي

تخيل طفلا آخر ينام في سلام و لكنه يبدأ يشعر بالجوع . لم يدرك بعد هذا الشعور و لكنه يعلم أن هناك شيئا ما خطأ. لذا يبدأ يتلوى ثم يصدر اصواتا مزعجة . يتزايد هذا المجهود تدريجيا حتي يدرك من حوله احتياجه. تتضاعف الحركة مع الصوت العالي. الآن تخيل معي إذا لم تستجب عائلة هذا الطفل لاحتياجاته ماذا سيحدث؟ سيستمر في البكاء . بعد لحظات قليلة ستجده و قد بدا وجهه يختنق ثم تتلاحق أنفاسه و يصرخ باعلي صوته من اجل أن يجيبه احد. كان الطفل يحاول أن يقول : "هناك شيئا واحدا احتاج إليه و احتاجه الآن . لا يهمني ما تقومون به الآن . لا اكترث إن كنتم قد سهرتم الليل كله معي لخمس ليال متتالية . أنا لا أزال احتاج ما احتاج إليه الان و إلا سوف أموت." إنه أمر منطقي للغاية، بالنسبة لطفل حديث الولادة، أليس كذلك؟ بالطبع هذا رد فعل طبيعي لموقف غير طبيعي . بالنسبة لنا كبالغين فان هذه الصورة البلاغية لها دلالة قوية. قد تجد أحيانا في اجتماع مدمني الخمر المجهولين البعض الذي يشير إلي الطفل النرجسي . هذا هو جزء من كياننا يقول دائم: " أنا احتاج ما احتاج إليه و الآن. لا يهمني احتياجاتكم. إن سددتم احتياجي الملح الآن فسيصير كل شئ أفضل. إن لم تسدوا احتياجي فسوف أموت." هذا الطفل النرجسي يتميز بالأنانية و هي مرحلة طبيعية في العملية الادمانية. فهذا الطفل الذي كاد وجهه أن يختنق و صارت أنفاسه تتلاحق و يصرخ، لا يري أي شئ آخر سوي احتياجه الحالي هو صورة معتادة لمعظم من يعانوا من مختلف الادمانات. يمكن أن نري أحيانا أنفسنا في هذه الحالة. و مع أن هذا الوجه المختنق و الجسد الصارخ بأعلي صوته يمكن أن يبدوا عاملا مساعد يمكن الطفل من الحصول على احتياجه لكيلا يموت، فقد رأينا أيضا انه جزء من مشكلتنا نحن كبالغين. فهذا الطفل الداخلي النرجسي إن لم تسدد احتياجاته فسوف يدور أكثر وأكثر في الدائرة الادمانية في حياته.

و لكني الآن لا أحاول هنا أن أقول أن الإدمان سببه الأساسي سرعة استجابة عائلتنا لاحتياجاتنا .إن العائلات المهملة لم تتسبب وحدها في الإدمان حيث أن معظمنا قد امضي سنوات طويلة في تدريب نفسه علي كيفية أن يصبح مدمنا. لقد أمضينا معظم حياتنا علي رعاية هذا الطفل النرجسي بداخلنا. لقد بذلنا كل مجهودنا لنصل إلي ما نريده. فما ارغب أن أشير إليه هنا هو ليس أسباب الإدمان و لكن وضع تشبيهات للتجربة الادمانية . لذا نجد أن تشبيه الطفل الملك ليس هو في حد ذاته تشبيها خاصا بعملية فقدان الشهية فالكثير منا هنا يبدو هذا التشبيه مألوفا لديه لكل العملية الادمانية.

الطفل الفاقد للشهية

تخيل معي طفلة أخرى حديثة الولادة تنام في سلام. ثم تبدأ هذه الطفلة في الحركة و إصدار الأصوات. و بالتدريج نجدها تزيد من صراخها حتي تجذب الانتباه لها. ثم ينتهي بها المطاف بعد ذلك ليختنق وجهها و تتزايد حركتها بهستيرية ثم تبدأ بالصراخ بلا وعي . تصرخ و تصرخ و تصرخ و لكن لا احد يأتي أو يجيب ندائها. لذا تستمر بالصراخ فماذا سيحدث حينئذ؟ بالتدريج و بعد فترة طويلة تتوقف عن الصراخ و تصمت تماما من المحتمل أن يكون صمتها هذا نابعا من شدة الإرهاق و الإنهاك بسبب الصراخ المستمر و لفترة طويلة. ربما أيضا أدركت أن مجهوداها هذا هو بلا مقابل. فقد أدركت انه من الأفضل بل و الأقل إيلاما لها أن تستسلم و تتعايش مع الم الجوع . إن اليأس حينئذ يكون اقل إيلاما لها من الشعور المستمر بعدم تسديد احتياجها و ما كانت تتوق إليه.

أتذكر انه منذ عدة سنوات كنت قد شاهدت فيلم وثائقي عن أطفال ملجأ ما في البوسنة أثناء الحرب هناك. كانت الغرفة مليئة بحوالي من 30 إلي 40 طفلاً صغيراً. كانت الغرفة هادئة تماما. أتذكر كم كنت مندهشا في بادئ الأمر أن ملجأ في البوسنة و أثناء الحرب مليئ بهذا القدر من الأطفال السعداء! كان هذا الملجأ يفتقر بدرجة كبيرة إلى العاملين و المسئولين حيث لم توجد به الأشياء الأساسية أو حتي البدائية جدا لاحتياجات الاطفال. كانت الغرفة مليئة بأطفال يبكون و يبكون حتي ينهوا علي ما تبقي لهم من بكاء. لقد أنهكوا من كثرة البكاء و يئسوا من إيجاد الرعاية اللازمة لهم. فكأن لسان حالهم لماذا استمر بالبكاء في حين انه لن أجد من يسدد احتياجاتي؟ لماذا اصرخ و أنا أصبحت اشعر أن الجوع قد صار شيئا طبيعيا بالنسبة لي – فلم تعد مشكلة تتطلب حلا و لكن هي حالة لوجودي ؟ لم يكن الأمر كما ظننت في البدء: غرفة مليئة بالسعادة والرضا والهدوء، و لكنها كانت غرفة مليئة بأطفال قد نسوا كيف يمكن أن يرغبوا في الرعاية و العناية مرة أخرى!

للأسف، فإننا غالباً ما نجد الكثيرين منا قد تلامسوا مع هذه الحقيقة. إن هذه هي حقيقة حياتنا. نحن الآن نعلم ما هو الشعور بعدم الرغبة في الغذاء الروحي. فقد صرخنا و صلِّينا و سألنا كثيرا من اجل أن ننال هذا الغذاء و لكن كل هذه الجهود قد باءت بالفشل. نحن الآن نعلم ما هو الشعور باليأس و الاستسلام لعدم وجود الغذاء الروحي. نحن نستطيع أن نري أنفسنا في هؤلاء الأطفال الصامتين في الملجأ. تبدو الصورة بالطبع محزنة جدا و لكن بما أنها تشبيه بلاغي فإن من الصعب التفاعل معها. و لكن هذا النوع من عدم القدرة علي الرغبة في الغذاء الروحي و عدم القدرة علي البكاء مرة أخري و اليأس هما السمات الأساسية لفقدان الشهية الروحية. من المحتمل أن يساعدنا قليلا النظر إلي بعض سمات فقدان الشهية الروحية .

بعض سمات فقدان الشهية الروحي

يتسم فقدان الشهية بعدة سمات . هناك ثلاث منها سوف نتحدث عنها هنا باستفاضة و هم: مقاومة التغذية, صورة مشوهة عن الذات، و مشكلة السيطرة.

1) مقاومة التغذية الروحية

الشئ المحير هنا هو أن فقدان الشهية قد يصيب أناس يعيشون في بيئة مليئة بالطعام و لكنهم يتضورون جوعا حتي الموت. نجد ايضا أن البعض الآخر الذي يعاني من صراعات فقدان الشهية الروحي يقاومون بشتي الطرق الغذاء الروحي، برغم كونهم يعيشون في بيئة ملئية بحب و رحمة الله إلا أنهم يتضورون جوعا حتي الموت الروحي. من المهم جدا أن نتذكر أنهم عادة لا يبدوا عليهم هذا المرض حيث لا يبدو عليهم الجوع عند رؤيتهم للطعام. نجد بالمثل هؤلاء الذين يعانون من فقدان الشهية الروحي لا يبدو عليهم الجوع الروحي أيضا. لقد قمت بزيارة بعض الكنائس في وقت ما و بدا لي الأمر في البداية أن هذه الكنيسة مليئة بشعب يتعبد بفرح. و لكن لا يمضي وقت كبير حتي اكتشف أن هذا الشعب الذي كان يبدو فرحا هو في الحقيقة شعب قد فقد القدرة علي طلب أو استقبال أي غذاء روحي. نجد هنا آثار الصدمة و الإساءات قد تركتهم بهذا الفكرة في أعماقهم و هو اليأس التام. لقد كانوا يصلّون و يطلبون و يصلّون أكثر وأعمق و بأمانة اكبر في الصباح و المساء و لكن باءت جهودهم هذه كلها بالفشل. و نتيجة لذلك وصلوا للاستنتاج القوي الذي يقول بانه لا يوجد شبع روحي متاح و لذا نجدهم يريدون الاستفادة بأكبر قدر ممكن من هذا القليل الذي لديهم. و عندما ينفذ هذا الخبز الروحي من بين أيديهم لا يعرفون ما الذي يجب أن يفعلوه بعد ذلك. فهناك نوع من البلادة قد تأسس في أعماقهم بالتدريج و نجد معه أيضا ,اليأس (الاستقالة) , السلبية , النتظار بلا جدوي , انتظار أملا في أن تتغير الأحوال فجأة.

قد يختلف معني مقاومة الغذاء الروحي كثيرا من شخص لآخر. فهي تعني بالنسبة للبعض مثل تلك الجماعة، كنوع من اليأس الروحي. و كوننا قد تعايشنا كثيرا في ظل المجاعة الروحية حتي وصلنا إلي النتيجة التي تقول ان الحياة في ظل السلبية و الإقلال من توقعاتنا هو أمر اقل إيلاما من الاستمرار في الشعور بالاحتياج الملح الدائم للغذاء الروحي. أما بالنسبة للبعض الآخر فإن فقدان الشهية الروحي يتحول إلي أفكاراً أكثر عقلانية، متخداً بذلك أشكالاً عديدة مثل الإلحاد، أو اللاأدرية( لا أدري إن كان الله موجودا أم لا ). أما بالنسبة للبعض الآخر فهو يتخذ أشكالا متعددة من السلوك الانفصالي. كانت حياتي تتسم لسنوات عديدة بهذا الانفصال حيث كنت اذهب إلي الكنيسة يوم الأحد لأجلس هناك ثم انصرف. إن سألني أحدهم في نهاية هذا اليوم عما قد قيل في العظة أو الترانيم لن يكون لدي رداً لأني كنت قد نسيت ما قد قيل بالفعل. هذا النوع من الانفصال لم يكن بقرار إرادي مني و لكن هذا ما قد حدث معي بطريقة لا إرادية. أنا لا أنكر أبدا أنني قد اختفيت وانفصلت روحياً ونفسياً، وذلك لأني في فترة ما من حياتي اختبرت تهديداً و احتياجات غير مسددة جعلتني أرغب في حماية نفسي عن طريق الاختفاء والانفصال.

دعوني أوضح ما أريد قوله: كان هناك بالفعل غذاء روحي متاح لي في هذه الخدمات و لكني لم استطع أن استقبله أو أتفاعل معه كأنه كان خطراً يحيط بي و لهذا حاولت باستمرار توفير الحماية لنفسي من خلال اختفائي الروحي و النفسي و الفكري. إن كنت قد تحدثت من قبل مع أناس آخرين فاقدي الشهية للطعام، فستجد أنهم كثيرا ما يرون الخطر في الطعام كأنه شيئا سام. نفس هذا الأمر يمكن تطبيقه علي من يصارعون مع فقدان الشهية الروحي كأنهم يشعرون بالخطر في المواقف الروحية و الدينية كأنها شيئا ساماً. فقد نصل لان نري الله بأنه هو المشكلة و ليس حلا للمشكلة.

هناك وجها آخر للمقاومة مرتبطة جدا بإدمان الخدمة. فان كنتُ قد اتخذتُ موقفاً ضد الغذاء الروحي بحيث تنازلت تماماً عن احتياجاتي الروحية، فمن المحتمل أن أصل للنتيجة التي تقول إن هدفي الأول في الحياة هو أن لا استقبل من الله و لكن أن أعطيه. حينئذ سيتحول محور حياتي الروحية إلي منح الله من خلال الخدمة. هل هناك خطأ ما في الخدمة ؟ لا. و لكن أحيانا يستخدمها الناس فاقدي الشهية الروحية كنوع من المقاومة العميقة بداخلهم للغذاء الروحي. من خلال الخدمة وتقديم الغذاء الروحي للآخرين يمكنهم أن يخفوا جهودهم المضنية الفاشلة في الحصول على الغذاء الروحي لأنفسهم. فإن كنا نحاول أن نقدم للآخرين ما فشلنا في استقباله، فكيف يمكن أن نفعل ذلك؟!

منذ عدة سنوات مضت كنت قد تحدثت مع امرأة فنت حياتها في خدمة أفقر الفقراء. كانت تعمل مع خدمات الإيدز في آسيا و مع برامج توزيع الطعام في عدد من البلدان . كنت معجباً بما تقوم به من خدمة فقد كانت بالنسبة لي مثال للحياة المسيحية الخادمة التي كنت أود أن أحياها يوما ما. وعندما أنتصف عمرها وجدت أنها لا تستطيع الاستمرار بهذه الطريقة في الحياة. لقد أصيبت باكتئاب شديد. عندما جلسنا لنتحدث معا عبرت عن ما بداخلها من تشويش و ارتباك فهي قد أمضت معظم حياتها مكرسة تماما للخدمة و لكن هذا لم يقدها إلي أي نضوج روحي كانت ترغب فيه وإنما أصابها بالإرهاق و الإحباط الروحي، بالإضافة إلى غضب من الله. عندما طرحت عليها هذا السؤال ," ماذا يعني لك أن تكوني مؤمنة؟" قالت ," حسناً أنا أظن انه علي كل مؤمن أن يفكر في شخص آخر اقل منه ليخدمه و من ثم فان من واجبه هو إعطاء هذا الشخص المحتاج ما يحتاج له. إن مسئوليتنا الأولي هي خدمة الآخرين. " وعندما استرسلنا في الحديث وجدتها قد قسمت البشرية إلي صفين صف من الفقراء المدقعين من ناحية و صف آخر من الأغنياء المترفين من ناحية أخري. فأينما نجد أنفسنا في أي من هذين القسمين فان من واجبنا كمؤمنين هو مساعدة الآخرين الأكثر فقراً منا. تحدثت انا و هذه السيدة بشأن هذه الصورة كثيرا ثم سألتها ," هل يوجد أي مؤمن من في هذين الصفين من واجبه أن يستقبل فقط؟" لم تجيبني بشئ لبرهة من الوقت. و لكن قالت بعد قليل ," نعم هناك شخص واحد يقف في الصف واجبه كمؤمن هو أن يستقبل . و هو آخر شخص و اقل واحد فينا جميعا. إن واجب هؤلاء هو أن يستقبلوا.

هذه حقا حقيقة محزنة جدا يا عزيزتي , بالرغم من انك مؤمنة صادقة و مكرسة و أمينة لكنك تؤمنين أن الاستقبال من يد الله هو شيء خطر روحياً، يجب أن نتجنبه و لا نسعي له في سبيل الخدمة. فهذا هو الوجه الآخر لعملية فقدان الشهية الروحي. لقد أيقنت هذه السيدة في بداية حياتها أن أحداً لن يعتني بها ولن يستجب أحد لاحتياجاتيها، لذا قررت أن تنفق ما تبقي من حياتها لتعتني هي بالآخرين. كانت نتيجة مقاومة هذه التغذية الروحية هو الإرهاق و الاكتئاب و الغضب و فقدان الشهية الروحية أيضا.

2) الصورة الذاتية المشوهة

ثاني اكبر سمة لفقدان الشهية هي الصورة العميقة المشوهة للذات. إن من يعانون من فقدان الشهية للطعام لديهم أفكارا مشوهة جدا عن جسدهم. إن وقفت إحداهن أمام مرآة فمن الممكن أن تسمعها تقول," مظهري قبيح و شكلي سمين. إن حجمي كبير جدا و احتاج لان أفقد الكثير من الوزن." هم مقتنعون جدا بهذه الفكرة بغض النظر عن الحقيقة الواقعة المتاحة أمامهم و التي تقول أن حجم جسدهم ضئيل بل ضئيل أكثر مما يجب و هذا قد يعرض حياتهم للخطر. نجد أن هناك لغة واحدة مشتركة فيما بينهم للتعبير عن شعورهم من نحو جسدهم و هي:" إن كنت فقط أستطيع أن اختفي فان كل شئ سيصبح علي ما يرام." او " أنا لا استحق أن أتناول الطعام. أنا لا استحق أن أعيش." فهذه الرغبة الشديدة في الاختفاء من الوجود أو في صغر الحجم هو علامة علي حدوث إساءات ماضية عميقة. فكان رد الفعل الطبيعي للطفل أمام هذه الإساءات هي الرغبة في الاختفاء, و بالتالي لن يكونوا عرضة للألم مرة أخري. إن الرغبة في الاختفاء هي الطريقة التي يتبعها الكثيرين لحماية أنفسهم وسط العائلات المضطربة. لقد كنا دائما نحاول لأن نصبح اقل تواجدا علي قدر الإمكان فنحن كلما كنا نظهر لي شاشة الرادار العائلي كنا نصبح هدفاً الإيذاء. يعتبر هذا رد فعل طبيعي و مفهوم التعايش في ظل طفولة قاسية. وعندما صرنا بالغين ، ظل رد الفعل هذا يحركنا من الداخل فتكون النتيجة مشاكل عميقة في العلاقات و الصحة متضمنة فقدان الشهية أيضا.

بالنسبة للمصاب بفقدان الشهية الروحية، هو/هي أيضاً لديها نفس الصورة المشوهة عن النفس. إذا نظر مثل هذا الشخص إلى نفسه في المرآة، ف سوف تجده يقول جملاً تشبه هذه الجملة: " من الأفضل للجميع لو لم أكن موجودا حتي لا يراني احد و من الأفضل أيضا أن اختفي تماما ." او نجده يقول," أنا لا استحق محبة الله و لا حتي أن أكون موجودا في هذه الحياة ." هذه هي المبادئ المترسبة في أعماقه بقوة مهما أتيحت له معلومات موضوعية عن مدي حب الله له و انه لا يحتاج لان يختفي من الوجود لكي يشعر بالأمان مع الله. من المحتمل أن تجد أشخاصا يقاومون بشدة أي معرفة تشير إلي مدي أهمية دورهم الشخصي في المواقف المختلفة. أنا اعرف الكثير من الناس الذين لا يستطيعون فعل أصغر الأمور اللطيفة للآخر دون أن نجدهم يكررون مؤكدين " هذا ليس أنا بل المسيح ." بالطبع يمكن أن نترجم هذا أنه تواضع. ولكن الرغبة في عدم الوجود نفسه و الخوف من الإشارة إلي النفس باعتباره خطية. كل هذه هي علامات علي أن فقدان الشهية الروحية يعمل في أعماقك.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بعض التعاليم المسيحية المشوهة التي تقوي من الرغبة الشديدة في الاختفاء.

أن الله قدوس و لا يحتمل الوقوف في مكان غير مقدس و لكننا خطاة . لذا فان تواجدنا في محضر الله فسوف نهلك لأننا لا نستطيع جمع قداسة الله مع طبيعتنا الخاطئة. وأنه من حسن الحظ أن المسيح هو الذي يتوسط الطريق بيننا و بين الله. و نتيجة لذلك نجد أن الله لا يري خطيتنا و لكنه يري المسيح. و هذه الفكرة نجدها في الكثير من العظات و التعاليم التي تؤكد علي أن هذا هو الإيمان الأصولي للرسالة المسيحية.

إن تقديم مثل هذا التعليم من شأنه أن يصور عائلة الله بأنها أحد العائلات المضطربة اضطرابا شديدا. إن الأب لا يستطيع أن يري أطفالا سيئيين وإن حدث و رآهم فسيهلكهم . لذا فعلي هؤلاء الأطفال أن يختفوا تماما من أمامه حتي يكونوا في أمان.

هل هذه حقا الأخبار السارة التي يقدمها لنا الإنجيل؟ بالطبع لا .. فهي لا تمت لها بصلة من الأصل. لقد كان المسيح واضحا تماما بشان هذا الأمر. إن الله الذي تكلم عنه المسيح هو الإله الذي يبحث عن التائه منا في كل المسكونة حتي يجده. إن الله مثل المرأة التي فقدت الفلسين و صارت تكنس المنزل بحثا عنهم و عندما تجدهم تفرح و تبتهج لأنها وجدتهم. هل هذا يشبه و لو بقليل الإله الذي لا يطيق الجلوس معك أو حتي رؤيتك في نفس الغرفة! بالطبع لا. إن وجه الله يضئ بالفرح عندما يجدك و يراك ! إن نسخة فاقدي الشهية التي تغلب علي الرسالة المسيحية تتكاتف مع مشاكل الإيمان بالنسبة للمؤمنين فاقدي الشهية الروحية.

كيف يمكن إذا أن تتعافي من فقدان الشهية الروحي إن كان الاختفاء هو السمة الأساسية للأخبار السارة؟ إن لاهوت فاقدي الشهية هو جزء من المشكلة و ليس جزءا من الحل. فإلي أن نجد طريقا آخر ملئ بالنعمة في فهم الأخبار السارة --- أي طريقة كتابية أكثر لفهم الإنجيل --- فسنجد أنفسنا نعمل باجتهاد دائم علي الاختفاء الروحي. و هذا هو الطريق المؤدي إلي الموت الروحي مثلما أن الطريق للاختفاء الجسدي (من خلال فقدان الشهية للطعام) يقودك للموت الجسدي.

السيطرة

إن السمة الثالثة العامة لفقدان الشهية هي وجود عوامل متشابكة بشأن السيطرة. السمة الأساسية لمن يعانون من فقدان الشهية للطعام، هي رغبتهم الشديدة في التحكم فيما يدخل إلي أجسادهم؟ نجد أن اللغة هنا هي إصرار فاقد الشهية علي السيطرة و أي محاولة للمساعدة سيترتب عليها رد فعل عنيف كأنك بذلك انتهكت حدوده المقدسة و الشخصية.

عادة ما نري في فقدان الشهية الروحي أشياء مشابهة لفقدان الشهية للطعام. أعتقد أن هناك علاقة تربط بين التعرض لإساءة روحية في الطفولة و بين نمو و تطور فقدان الشهية الروحي فيما بعد. تماماً مثلما أن هناك علاقة بين التعرض لإساءة جسدية أو جنسية في الطفولة وبين تطور فقدان الشهية الجسدي (أي للطعام).

إن كنت قد تعرضت للضغط حتي أتغذي روحيا أو سواء كانت علاقتي الشخصية مع الله لم تحظ بالاحترام الكافي أو كانت لدي بعض الأفكار التحررية أو الشكوك من نحو الله والتي لم تكن مقبولة آنذاك. أو إن كان ما أؤمن به يسيطر عليه فكر الآخرين فإني لن ندهش عندما أصبح بالغا لأجد نفسي أصارع مع أنواع مختلفة من السيطرة خاصة في الجانب الروحي. لسوء الحظ فإن الكثيرين منا قد تربي في أسر كان الأهل فيها يشعرون بأن دعوتهم من الله هي السيطرة علي كل ما يؤمن به الأولاد و ما يفعلونه في حياتهم الروحية. كم كان من الممكن أن نصير أكثر صحة اليوم إن كان آبائنا قد ركزوا فقط علي خلق بيئة مناسبة يستطيع فيها الطفل أن يتعلم بنفسه عن عمق محبة و نعمة الله !

نوع آخر من أنواع السيطرة وهو دائما جزء هام من فقدان الشهية و هي الرغبة العارمة في السيطرة علي جسدنا حتي نستطيع أن نجعله علي أكبر قدر من المثالية. هناك اعتقاد خفي هنا بأن قيمة الشخص تكمن مباشرة في مظهر جسد مثالي . أي شئ اقل من المثالية يمكن أن يقود إلي شعور عميق بعدم الاستحقاق و كراهية الذات. بنفس هذه الطريقة يكون فقدان الشهية الروحي حيث انه مدفوع برغبة مستحيلة للوصول إلي المثالية الروحية. نجد أن هناك اعتقاد خفي و سائد و هو أننا يجب أن نكون مثاليين باستمرار حتي نستطيع أن نقترب من الله لكونه قد يرفضنا إن لم نكن على هذا القدر من المثالية. و لأن هذه المثالية لا يمكن أبدا الوصول إليها، فإنه لا يمكن لشخص بمثل هذه المنظومة في معتقده، أن يشعر بأنه علي قدر كافي من الحرية ليقترب إلي الله ويستقبل منه الرحمة الحانية التي هي أعمق اشتياق في قلوبنا نتوق له.

ما هي العوائق؟

إن من يعانون من فقدان الشهية الروحي نجدهم يختارون عددا من استراتيجيات التعافي التي بها يبذلون أقصي جهد لديهم حتى يطوروا من حياتهم الروحية. معظم هذه الاستراتيجيات تؤثر عليهم سلبا أكثر منها إيجابا. و في السطور المقبلة سوف اشرح لكم منها ثلاث استراتيجيات و هما: الغذاء بالإجبار, العار و إدمان الطعام.

الإطعام بالإجبار

أول شئ لا يساعد الشخص هو إطعامه بالإجبار. إن أجبرت شخصا فاقد للشهية علي تناول الطعام فإنك حينئذ لن تحل المشكلة أبدا. فكل ما ستحصل عليه هو شخص فاقد للشهية أُجِبر علي الطعام. هذا الشخص يمكن أن تجبره علي تناول الطعام في هذه اللحظة و لكن كعملية مستمرة كل يوم في حياته فانك بذلك تؤذيه أكثر مما تساعده. إن عملية الإجبار علي الطعام هي انتهاك صريح للحدود و من الممكن أن يعيد لذاكرته الإساءات القديمة الماضية. إن الإجبار دائما ما يؤدي إلي أسوأ النتائج. نفس هذا المنطق يمكن تطبيقه علي فاقد الشهية الروحي. إن الإجبار علي الغذاء الروحي لا يأتي أبدا بنتائج ايجابية سواء كان الناس هم الذين يجبروننا علي الغذاء أم نحن الذين نجبر أنفسنا عليه. لا يوجد شئ يمكن أن أجبر نفسي عليه يجعلني مؤمنا أفضل فمهما إن صليت أو صمت أو سبحت أكثر فمهما بذلت من مجهود أكثر لن يحل أي مشكلة واقعة. و عادة ما تكون النتيجة خالية من النعمة حيث أن الأعمال الروحية لكي أكون أكثر مثالية هي بدورها تضاعف من صراعنا مع فقدان الشهية .

إدمان الطعام

إن إدمان الطعام هو ثاني الأشياء التي لا تساعد فاقد الشهية أبدا. فعندما يضطر فاقد الشهية للطعام بان يتناوله تحت إلحاح المجتمع من حوله فانه من المحتمل أن يسرف في تناول كميات كبيرة منه حتي يؤكد لنفسه و للآخرين انه لا يعاني من أي مشكلة. أحيانا نجد هؤلاء يتراوحون ما بين مواسم يأكلوا فيها بإسراف و بين مواسم يتضورون فيها جوعا. من الواضح هنا أن أيا من هاتين الاستراتيجيتين لا تشفي فاقد الشهية. فإنها ليست سوى أوجهاً مختلفة من نفس المشكلة. حاول الكثيرين من فاقدي الشهية معظم هذه الحلول.

من المحتمل أن نحل مشكلة فقدان الشهية الروحي بالاستمرار في إدمان الروحانية. فنجد أنفسنا نجبر أنفسنا علي تناول اكبر قدر ممكن من الغذاء الروحي حتي نبرهن لأنفسنا بأننا لا نعاني من أي مشكلة. فنحن نحاول أن نشفي جرح فقد الشهية الروحي لنصبح بعد ذلك مدمنين للدين. إن لم نكتفي بالقليل مما لدينا فسوف نحاول أكثر فأكثر. قد نذهب إلي الكنيسة في كل يوم او نمضي ساعات أطول في الصلاة أكثر من أي شخص آخر أو نستيقظ مبكراً جدا في الصباح لنصلي قبل أي شخص او حتي قد نذهب إلي مؤتمر روحي عميق لنختبر فيه قوة روحية مكثفة أو أي مؤتمر قصير يمكن أن يصلح من حالتنا الروحية أيضا. لكن دعني أقول لك إن إدمان الروحانية -- أي محاولة اخذ اكبر قدر من الغذاء الروحي في اقصر مدة ممكنة لن يساعدك علي الإطلاق. إن من يعانون من فقدان الشهية الروحي فسوف يقودهم هذا إلي إحباط و تمرد و يأس مضاعف . إن هذا المجهود لا يساعد أبدا في حل اصل المشكلة . نجد أيضا أن إدمان الطعام هو صورة أخري من المحاولات المتكررة التي نبذل فيها مجهودا أكبر و أكبر لنصل لنفس النتيجة. و النهاية هنا هو معاناة أكبر من الإرهاق و اليأس.

العار

إن العار يعتبر من أصعب الصراعات التي يتعرض لها فاقدي الشهية . أنهم يشعرون بالعار من جهة جسدهم و بأنهم يعانون من مشكلة أن ليس لهم جسد مثالي. إنها قائمة طويلة جدا. أحيانا ما نفكر بان العار هو الحل لمشكلة العار! وهذه فكرة تبدو غريبة جدا. قد لا تحمل أي معني في حد ذاتها حتي و إن صغتها في كلمات مثل: إن عيرت نفسي فقط أكثر فسوف أستطيع أن أتحسن. حيث انه لا يوجد معني في هذه الجملة و لكنها هي لسان حال من يعانوا من فقدان الشهية. و بالطبع فإننا نجد أن الكثيرين يقترحون علينا هذا الحل. أملا منهم من أن تضاعف الشعور بالعار من المحتمل أن يساعد بطريقة ما في شفائنا. لكن العار ليس حلا. إن كان العار هو الذي سيحسن من الوضع فان جميعنا كان سيصبح أفضل حالا منذ أمد طويل. إن العار لا يساعدنا لان نقترب إلي الله.

العار لا يحسن من الأمور.

أنت لست أميناً مع الرب بما يكفي!

أنت قد استغرقت في رثاء النفس، أخرج خارج نفسك!

أنت لا تصلي كما يجب!

أنت لا تسبح بحماس كافي!

يجب أن تكرز بالمسيح. كثيرون يهلكون الآن بسبب أنك لا تكرز كما ينبغي!

أخرج خارج نفسك وساعد شخصاً آخر محتاج!

أنا اعتقد أن مثل هذه التعليقات سواء التي نسمعها من الآخرين حولنا أو نقولها لأنفسنات، هي نغمة مستمرة من العار. لذا يجب علينا أن نأخذ أول خطوة صعبة في مسيرة تعافينا بغض النظر عن أصوات العار التي تلاحقنا سواء من داخلنا او من الآخرين—الأصوات التي تشير إلى أخطائنا، أو التي تعتقد بأننا كان يجب أن نصبح في حال أفضل منذ وقت طويل و هي أصوات لا تصبر علينا حتي نشفى ونتغير تغيراً حقيقياً.

للأسف فان العديد منا قد بذل مجهوداً مضاعفاً حتي يختزن أصوات العار هذه في أعماقه. حتى أننا أصبحنا لا نحتاج لان يعيرنا احد حتي نشعر بالعار تكفي أصواتنا الداخلية التي صارت هي الاعلي. لكن سواء كانت أصوات العار هذه من الناس او من أعماقنا فإنها لن تساعدنا علي شئ. إن العار لا يقود للشفاء أبداً

هذا المقال بقلم د. ديل رايان. مدير هيئة التعافي المسيحي الدولية. يمكن قراءة هذا المقال باللغة الإنجليزية على موقع www.christianrecovery.com

2 comments:

Mariam Safwat said...

أشعر بفقدان الشهية الروحي منذ عام او أكثر, أشعر باني تائهة في البرية,و كأني خروف وقع في حفرة و رجليه انكسرت, يأس من الصراخ فلم يعد يصرخ, والراعي لا يأبه بفقدان الخروف فهو يكمل مسيرته دون النظر للخروف, أخشى من العلاقة الحميمة مع الله, أخشى ان اسئ لنفسي كما كنت أفعل و كما أساء لي آخرين,لاأشعر بالذنب, بل أشعر بلا مبالاة, فهذا مريح لي, لكني سئمت من حالتي هذة و لا أريد أن أبقى هكذا و في نفس الوقت اشعر بالأنهاك و الأعياء فليس عندي طاقة لفعل أي شئ لمساعدة نفسي, فهل من مساعدة, لا أريد نصائح لا تقل لي افعلي شئ فأنا تعبت من المحاولات

Unknown said...

كثيرون منا يخشون القرب من الله لأنه سيترتب على ذلك ثمناُ يدفعونه. اذا فتحت قلبى لما عمله الله من فداء سوف أقع فى دائرة الأحساس بالذنب و من ثم يتأتى ان ابذل مجهوداً اضافياً كيما اجعل نفسي فى نظر نفسي مستحقة لما فعله. فعلى ان اقوم بواجباتى المسيحية من عطاء و بذل و هو الأمر الذى لا اتحمل كلفته. و اذا جاء آخرون يعرضون على المسيح فى صورة انه المعوض، المسيح الذى يريد ان تكون ناجحا و صحيحا و غنيا و سعيداً ، اجد آخرون يقولون ان هذا استغلال له و ان هذه الحقيقة تعنى ان المؤمنين الفقراء او
التعابى لم يعرفوه حق معرفة و هو ما فيه اجحافا لهم . و من ثم يجد الشخص نفسه غير واثق ايهما هو المسيح الحقيقى؟ الذى يروم ان اكوم ناجحا مشفيا الذى يخرق قوانين الطبيعة ن اجلى و يقومنى من على كرسيي المتحرك بعد سنين من العجز؟ ام هو الى يقول انه بضيقات كثيرة ينبغى ان ندخل ملكوت الله الخ...

اشعر ان التخابط فى الأفكار و التطرف فى عرض القضيتين هو كفيل بتعريض المخدومين و الخدام على الساء لأضطرابات روحية كثيرة منها فقدان شهية روحى او افراط فى العطاء...